أزال موقع فيسبوك حسابات حركة "باتريوت براير" (صلاة وطنية) الأمريكية اليمينية المتطرفة التي تورطت في أعمال عنف ضد متظاهرين مناهضين للعنصرية في بورتلاند منذ أسابيع، وقُتل أحد أعضائها بالرصاص مؤخراً.
حيث قال الموقع لوكالة فرانس برس، الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020، إن صفحات هذه المجموعة الصغيرة أُزيلت من فيسبوك وإنستغرام، "في إطار جهودنا المستمرة لحظر الميليشيات العنيفة من منصتنا".
مظاهرات ضد الشرطة: وفي مدينة بورتلاند بشمال غربي الولايات المتحدة، يحتج المتظاهرون بلا كلل ضد وحشية الشرطة منذ وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصل إفريقي، اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس بأواخر مايو/أيار 2020 .
لكنّ أنصاراً لدونالد ترامب، بينهم أعضاء في حركات تفوُّق البيض مثل "براود بويْز" و"باتريوت براير"، يتَّحدون بانتظامٍ النشطاء في حركة "حياة السود مهمة" المناهضة للعنصرية.
كان عضو في حركة "صلاة وطنية" قُتل السبت الماضي. وتوفي الرجل الذي يشتبه في أنه ارتكب عملية القتل وقال إنه عضو "مئة بالمئة في أنتيفا" الحركة اليسارية المعادية للفاشية، بعد أيام، خلال توقيفه من قِبل الشرطة الفيدرالية.
منظمة مسيحية: وتؤكد "صلاة وطنية" وزعيمها جوي غيبسون، باستمرار، أنها منظمة مسيحية. فيما أزال فيسبوك صفحات المجموعة بموجب تحديث لقواعده؛ من أجل الحد بشكل أفضل، من انتشار الحركات التي تحرّض على الكراهية والعنف.
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب 2020، حظرت شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة، أو فرضت قيوداً على آلاف الحسابات اليمينية المتطرفة، لا سيما تلك المرتبطة بتيار "كيو-أنون"، وهي مجموعة من نظريات المؤامرة التي روَّج لها بشكل أساسي أنصار دونالد ترامب.
فيما تثير تعبئة الناشطين المناهضين للعنصرية ومجموعات متطرفة مخاوف من انفجار العنف مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، في بلد منقسم بعمق وفي حالة ركود اقتصادي ويواجه صعوبات في مواجهة وباء كوفيد-19.
ويتواجه ناشطون يساريون متطرفون مع الشرطة باستمرار منذ ثلاثة أشهر.
من جانبه قال المركز الجنوبي لقانون الفقر الذي يراقب المجموعات المتطرفة خصوصاً، إن "اليمين المتطرف يستغل المناخ السياسي الخلافي جداً والذي أصبح أكثر غموضاً بسبب الوباء والاحتجاجات من أجل العدالة العرقية"، معتبراً أن خطر وقوع أعمال عنف سياسي قبل الانتخابات "واقعي للغاية".
وفي مواجهة اليمين المتطرف هناك تحالف أكثر تنوعاً، يطلق عليه الرئيس ترامب اسماً واحداً هو "أنتيفا" (ضد الفاشية) ويتهم أفراده بأنهم "محرِّضون أو فوضويون أو مشاغبون".
محاربة البيض: في حين قال القاضي دانيال بايمان من معهد بروكينغز، إن هذا التجمع يضم "أشخاصاً دنيئين يحبُّون القتال وأشخاصاً يريدون حقاً محاربة البيض المؤمنين بنظرية تفوقهم".
فيما أشار إلى أن هؤلاء "أقل تنظيماً" من خصومهم، مما يزيد من خطر حدوث فلتان.
كان موقع فيسبوك، الذي تتهمه المنظمات غير الحكومية والسياسيون اليساريون، بانتظام، بالتساهل مع الحركات التي تحرِّض على الكراهية، اتخذ العديد من الإجراءات؛ لضمان ألا تكون منصته وسيلة للعنف.
كذلك قال فيسبوك إن إجراءاته ضد "كيو-أنون" والميليشيات والمجموعات الفوضوية التي تشجع التدخلات الخطيرة، يجب أن "تحدّ من قدرتها على تنظيم نفسها".
إلى ذلك تضاعف شبكات التواصل الاجتماعي تدابيرها الوقائية في الفترة التي تسبق الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من حظر الحركات المتطرفة إلى كشف عمليات نشر المعلومات المضللة وعقد اجتماعات مع السلطات ومحاكاة سيناريوهات كوارث استعداد لتوتر محتمل بانتظار النتائج.