قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، إن الخطوط الجوية التايلاندية لجأت إلى الإعلان عن بيع علب الوجبات التي كانت تقدمها للمسافرين على رحلاتها في أبريل/نيسان 2020، عندما ضرب فيروس كورونا العالم؛ وذلك لتوافر كميات كثيرة من الأطعمة لديها.
التقرير أشار إلى أن توافر كميات كبيرة من الأطعمة يعود إلى توقف رحلات الطيران؛ ومن ثم لا يوجد ركاب يحصلون على هذه الوجبات، وهو ما جعل لديها رصيداً كبيراً من الوجبات يحتم عليها بيعه، حيث عرضت كل شيء للبيع مثل جمبري النمر المقلي ولحم خد البقر مع صلصة الكمون.
أما في هونغ كونغ، فقد اضطرت شركة الطيران الوطنية في البلاد "كاثي باسيفيك" إلى بيع وجبات الطعام لموظفي المطار، بينما تقدم شركة غارودا الوطنية الإندونيسية طعامها على شكل وجبات عشاء جاهزة على صينية.
دروبي حليمان، وهو مواطن إندونيسي، طلب بالفعل أربع وجبات من شركة Aerofood ACS المسؤولة عن تموين شركة غارودا، قال إن الوجبات تُقدَّم كما لو كنت على متن رحلة. وأضاف: "نحصل على المجموعة الكاملة من الأواني. كان المفضل لدي هو ناسي داون جيروك: الأرز بنكهة الليمون". وفي الطبق الجانبي، قُدم له بيض التوفو، والجونغكونغ للتحلية، وهو بودنغ أرز إندونيسي تقليدي لزج.
فقد وجَّه انخفاض طلب الركاب وإغلاق الحدود المستمر عبر مناطق شاسعة من العالم ضربة كبيرة إلى مجال الطيران وموردي شركات الطيران. وتعني تدابير الوقاية من الأمراض أنه حتى في الرحلات القليلة التي لا تزال تقلع، غالباً ما يُحظر تناول الطعام.
فقد تكدس لدى شركة GNS Nuts، التي تزود شركتي أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز، نحو 50 ألف رطل (22.7 ألف كغم) من المكسرات عندما أزالت شركات الطيران المنتج من رحلاتها. وتبيع الشركة الآن خليط المكسرات الفاخرة عبر الإنترنت.
وفي الوقت نفسه، تراكم لدى شركة طيران خطوط كانتس الجوية الأسترالية فائض من ملابس النوم لدرجة رجال الأعمال وحزم من شوكولاتة Tim Tams وأكياس الشاي وكريم اليد، فباعتها في "عبوات العناية"، بسعر 25 دولاراً أسترالياً (18.26 دولار أمريكي).
حتى إن بعض شركات الطيران أعلنت عن رحلات جوية لا تؤدي إلى أي مكان. ففي تايوان، سمح مطار سونغشان في تايبيه لمئات الأشخاص بتسجيل الوصول والصعود إلى طائرة لم تقلع. ومنذ ذلك الحين، عرضت بعض شركات الطيران جولات قصيرة تعود إلى مطار المغادرة نفسه، بتذاكر تبدأ من 5.288 دولار تايواني (180 دولاراً أمريكياً).
يتوق الإندونيسي حليمان إلى السفر مرة أخرى، لكن في الوقت الحالي سيتعين عليه الاكتفاء بطعام شركات الطيران بدلاً من ذلك. ويشك في أنه سيكون من الآمن الصعود على متن رحلة حتى حلول العام الجديد. وقال إن مذاق الوجبات أفضل من الأرض، لكنه ليس مثل "إحساس تناول الطعام في السماء".