تضاعفت حرائق الغابات الناجمة عن الصواعق في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، إلى أكثر من مثليها وصارت من أكبر ما شهدته الولاية من تلك الحرائق في تاريخها، واقترب أحد الحرائق لمسافة ميل من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز.
ولقي ستة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب 43 من رجال الإطفاء والمدنيين، ودمرت النيران أكثر من 500 منزل ومبنى وهي تجتاح منطقة تزيد مساحتها على مساحة ولاية رود أيلاند.
إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص: مع النقص في أعداد فرق الإطفاء، بسبب أكثر من 650 حريقاً خلال الأيام الخمسة الماضية، عمِل رجال الإطفاء في دوراتٍ مدة كل منها 72 ساعة؛ لإنقاذ السكان الذين يواجه 175 ألفاً منهم عمليات إجلاء إلزامية.
وقالت متحدثة باسم الهيئة المعنية بمكافحة حرائق الغابات، إن 45 طاقم إطفاء فقط من بين 375 طاقماً طلبتها الولاية من خارجها وصلت إلى كاليفورنيا.
فيما يكابد السكان موجة حر وجائحة كورونا بعدما صدرت أوامر بإجلائهم مع اتساع نطاق الحرائق الناجمة عن صواعق في مناطق عشبية وغابات حول خليج سان فرانسيسكو.
ويسارع المسؤولون لجلب تعزيزات مطلوبة من خارج الولاية منذ يوم الأربعاء، حيث تعمل وحدات الإطفاء بطاقتها القصوى؛ لمواجهة أعنف صواعق تشهدها كاليفورنيا منذ أكثر من عشرة أعوام.
صواعق تضرب الولاية: وتسببت نحو 11 ألف صاعقة، معظمها في شمالي ووسط كاليفورنيا، في نشوب مئات الحرائق هذا الأسبوع؛ هددت آلاف المنازل وأدت إلى نزوح جماعي للسكان.
"كل شيء ضاع".. عبارة تلخص الوضع قالها أحد السكان ويدعى نيك بايك، لمحطة "كاب راديو" في سكرامنتو، بعدما فقد هو وثلاثة من جيرانه منازلهم قرب بلدة فاكافيل.
وأتت أكبر الحرائق على أكثر من 500 ألف فدان.
وتصاعدت أعمدة الدخان وغلّف الرماد الأجواء على مدى مئات الأميال حول مناطق الحرائق، مما زاد من معاناة السكان سواء الذين اضطروا للفرار أو للبقاء وسط القيظ في منازل توقف فيها عمل مكيفات الهواء.
الحرارة أيضاً: إذ اشتعلت الحرائق في ظل موجة حرارة قياسية تجتاح كاليفورنيا منذ الجمعة الماضي، نتجت عن ارتفاع الضغط الجوي فوق الجنوب الغربي الأمريكي.
وحذَّرت جمعية الرئة الأمريكية، الخميس، من أن جائحة كوفيد-19 تفاقم بشدة من المخاطر الصحية الناجمة عن الهواء المعبأ بالدخان ودرجة الحرارة الشديدة.
وقال الدكتور عفيف الحسن، المتحدث باسم الجمعية، إن استنشاق الدخان والرماد قد يُضعف رئة المصابين بالمرض ويقلل المناعة الطبيعية لدى الأصحاء.