بدأت السلطات في ألمانيا تحقيقاتها بعد ظهور مقطع فيديو لرجل شرطة يحتجز شاباً قاصراً وهو جاثم على رقبته، ليستدعي المشهد احتجاز الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي أثارت وفاته في الولايات المتحدة احتجاجات واسعة ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
مشهد صادم: وظهر في مقطع الفيديو الذي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي رجلا شرطة، كان أحدهما جاثماً بركبته في البداية على صدر متهم ممدد على الأرض، قبل أن تنتقل إلى عنقه، في حين كان أحد المارة الغاضبين يعبر عن احتجاجه على المشهد بصوت مرتفع.
وقع الحادث في مدينة دوسلدورف بغرب ألمانيا، وقال هيربيرت رويل، وزير داخلية ولاية نورد راين فستفاليا وعاصمتها هي دوسلدورف، لإذاعة غرب ألمانيا، الإثنين 17 أغسطس/آب 2020، إنه صُدم عندما شاهد المقطع، وأمر بإجراء تحقيق.
من جانبها، قالت شرطة المدينة في بيان إن الشاب "هاجم أفراد الشرطة بعد أن جرى استدعاؤهم للتعامل مع مجموعة من المشاغبين كانوا في مطعم قريب، مما أدى بهم إلى إلقاء القبض عليه لمعرفة هويته وإعادته إلى أوصيائه القانونيين".
البيان أوضح أنه "يجري فحص مقطع الفيديو بعناية فيما يتعلق بالطريقة التي تدخلت بها الشرطة"، مضيفاً أن التحقيق يقوده ضباط من مدينة مجاورة لضمان حياديته.
مخالفة للقانون: كان الأمريكي فلويد قد توفي في 25 مايو/أيار 2020 في مينيابوليس وهو رهن الاعتقال بعد أن ثبّته ضابط شرطة أبيض على الأرض وجثم بركبته على رقبته لنحو تسع دقائق ونصف.
أما في حادثة ألمانيا، فلم يجر التعرف على هوية الشاب وليس من الواضح ما إذا كانت هويته تلعب أي دور في الطريقة التي تعاملت بها الشرطة معه. كما لم يعرف ما إذا كان الشاب أصيب بضرر جسدي نتيجة الواقعة.
بدوره، قال متحدث باسم اتحاد الشرطة الألمانية لإذاعة غرب ألمانيا، إن القواعد تسمح للشرطة الألمانية باحتجاز مشتبه به عن طريق الجثوّ على رأسه، وليس على رقبته أو حنجرته.
أما فيرينا شيفر من حزب الخضر في الولاية، فقالت: "ليس مفهوماً على الإطلاق السبب وراء بقاء الشرطي جاثياً بركبته على رأس ذلك الشاب أو رقبته بينما كان مثبتاً بالفعل على الأرض". وتابعت: "يجب توضيح الأمر".
كانت الشرطة الألمانية قد واجهت انتقاداً حاداً للإخفاق في التخلص من التعصب بين صفوفها خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن تبين أن ضابطاً متقاعداً كان المشتبه الرئيسي به في سلسلة من رسائل عنصرية توجه تهديدات بالعنف إلى شخصيات ألمانية بارزة تنتمي لأقليات عرقية.