أظهر مقطع فيديو، نشرته ماري اليوشينا، مراسلة شبكة CNN الأمريكية، في تغريدة لها الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، قيامَ 50 ضابطاً على الأقل من شرطة مكافحة الشغب في روسيا البيضاء (بيلاروسيا) بخفض دروعهم، في إشارةٍ تضامنية مع المحتجين ضد نتائج الانتخابات التي جرت في البلاد الأيام الماضية.
التقرير الذي نشرته شبكة CNN الأمريكية أشار إلى أن الفيديو تضمّن قيام أحد الضباط بوضع درعه على الأرض أمام مبنى لجنة الانتخابات المركزية في مينسك، فيما استجاب المحتجون بمعانقته، في حين كتبت ماري في تغريدتها: "مشاهد من لجنة الانتخابات المركزية"، حسبما نقل عنها تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
محاولات لتفادي المواجهة: وفي تغريدةٍ أخرى قالت: "يبدو أنَّ هناك عشرات الآلاف من الناس أمام مبنى لجنة الانتخابات المركزية. والمحتجون يهتفون لشرطة مكافحة الشغب: "إخوة!"، في محاولةٍ لتفادي المواجهة".
تأتي تلك المشاهد بعد أسبوعٍ من الاحتجاجات ضد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي أعلن يوم الأحد التاسع من أغسطس/آب 2020، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. إذ قال مكتبه إنّه فاز بأكثر من 80% من الأصوات، رغم اعتقاد النقاد أنّها كانت مزوّرة.
إلى ذلك، يحكم لوكاشينكو بيلاروسيا منذ عام 1994، ويُوصف على نطاقٍ واسع بأنّه "آخر طغاة أوروبا".
تعهدات بعدم الهجوم: وأفادت شبكة CNN بأنّ العديد من ضباط الشرطة والجيش تعهّدوا بعدم الهجوم على المحتجين، في رفضٍ واضح للوكاشينكو خلال الأيام الأخيرة.
بينما نشرت قناة Nexta البيلاروسية مقطع فيديو لضابط شرطة يقول إنّه لن يمتثل "للأوامر الجنائية"، كما حثَّ زملاءه على عدم رفع السلاح في وجه المحتجين السلميين.
كذلك أظهرت لقطات الفيديو لمظاهرات أخرى اشتباكات بين المحتجين وبين الشرطة، وكانت عنيفةً في بعض الأحيان. وتعرّض 6 آلاف شخص على الأقل للاعتقال والاحتجاز، مع تصريح الكثيرين بأنّهم تعرَّضوا للضرب والتعذيب إبان القبض عليهم.
في المقابل، أصدر وزير الداخلية البيلاروسي اعتذاراً نادراً عن الهجمات على المحتجين، يوم الجمعة، قائلاً إنَّ كافة المتظاهرين المقبوض عليهم سيُخلى سبيلهم، وجرى إطلاق سراح المئات حتى الآن.
في حين بثَّ تلفزيون الدولة، يوم الأربعاء 12 أغسطس/آب، مشاهد لـ6 محتجين مصابين بكدمات على ما يبدو، ويعدون بالاستسلام.
بوتين يمُد يد العون: مع احتدام الاحتجاجات أصدر لوكاشينكو، يوم السبت 15 أغسطس/آب، بياناً يصف المظاهرات بأنّها "سيناريو عدواني ضد بيلاروسيا"، وأشار إلى وجود "عناصر تدخّل خارجي"، بحسب BBC Monitoring البريطانية.
كما نشر الكرملين أيضاً بياناً -غامضاً- قال فيه إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدّث إلى لوكاشينكو هاتفياً، و"أعربا عن ثقتهما في تسوية المشكلات الناشئة".
في السياق ذاته، لَطالما أراد بوتين أن تظل بيلاروسيا على علاقةٍ وثيقة بروسيا، رغم أنّ علاقته بلوكاشينكو واجهت بعض التعقيدات في وقتٍ سابق، حين ألقت بيلاروسيا القبض على 33 من المرتزقة الروس.
لكن روسيا أعلنت يوم الجمعة أنّ بيلاروسيا أعادت 32 من المواطنين الروس المحتجزين.
فيما يرى البعض أن الإفراج عنهم كان جزءاً من حيلة لوكاشينكو للحصول على الدعم الروسي ضد المحتجين. وكما قال أحد مسؤولي الناتو لميتش بروثيرو، من موقع Business Insider الأمريكي، في وقت سابق قبل الإفراج عن الروس: "أعتقد أنَّ لوكاشينكو سيحصل على بعض الدعم من بوتين، ويُفرج في النهاية عن المرتزقة".