ناشدت شركة طيران نيوزيلندا المسافرين لإعادة النظر في خطط سفرهم إلى مدينة كرايستشرش، بسبب زيادة الطلب على الرحلات إلى المدينة التي عاشت على وقع مجزرة نيوزيلندا الإرهابية، التي أودت بحياة 50 شخصاً.
وأوضح موقع Stuff النيوزيلندي، أن شركة الطيران تواجه ضغطاً كبيراً على طلب الخدمات من وإلى كرايستشرش عقب الهجمات الإرهابية على مسجدين يوم الجمعة الماضي 15 مارس/آذار 2019، إذ يرغب كثير من المواطنين في السفر إلى المدينة صباح الجمعة 22 مارس/آذار، لحضور جنازات الضحايا المقرر إقامتها ظهراً.
وستعمل شركة الطيران بكامل طاقتها صباح الجمعة خارج مدينة أوكلاند وتطلب من المسافرين أن يكونوا مرنين في إمكانية تغيير الرحلات، وستتحمل الشركة أي رسوم تعديل أو فروق تكلفة.
تدفق أعداد غفيرة للتضامن مع ضحايا مجزرة نيوزيلندا
ويمكن للمسافرين تغيير الرحلات مباشرةً عبر الإنترنت، من خلال قسم "إدارة الحجز" على موقع الشركة الإلكتروني أو الاتصال بالشركة.
وألغى الكثير من الزوار المحتملين لمدينة كرايستشرش حجوزات الفنادق بالفعل، ولكن أعداداً غفيرةً وصلت للمدينة للتضامن مع الجالية المسلمة بعد مجزرة نيوزيلندا الأسبوع الماضي.
وقال فيصل سيد، مدير فندق رانديفو، إن حجم النشاط التجاري ارتفع لأكثر من 10% عن أكثر الأوقات ازدحاماً في السنة في الظروف المعتادة.
وأضاف سيد أن ما أنقذ حياته عندما كان موجوداً في مسجد لينوود، هو أن أحد المصلين قاوم الشخص المسلح فاضطر للهرب.
وكان سيد (30 عاماً) في طريقه لحضور جنازة عندما توقف للتحدث مع صحيفة Stuff النيوزيلندية عن توفير بعض الغرف المجانية للأسر الذين سيصلون خلال عطلة هذا الأسبوع لحضور جنازات ضحايا مجزرة نيوزيلندا.
وتابع سيد: "كان حادثاً مؤسفاً. وكان هناك الكثير من حجوزات اللحظات الأخيرة والكثير من الإلغاءات أيضاً. وسيصل الكثير من الناس خلال اليومين المقبلين، وأتوقع أن يكون وقت إقامة جنازات ضحايا مجزرة نيوزيلندا هو الأكثر ازدحاماً".
منهم دبلوماسيون وممثلون للحكومة وأفراد أمن
فبالإضافة إلى أفراد أسر الضحايا كان هناك تدفق يسير من دبلوماسيين ومسؤولين وممثلين حكوميين وأفراد أمن.
وقال بروس غارت، مدير فندق George and Hotel Montreal، إن عمليات الإلغاء جاءت بصورة رئيسية من خلال مسافرين تابعين لشركات أو مسافرين بغرض التنزه أو من كانوا ينتوون حضور فعاليات أُلغيت مثل مباراة الرغبي نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف: "ومع ذلك حصلنا على حجوزات جديدة مما يعني ربحاً صافياً في حجم الأعمال التجارية. وفي العادة يشهد هذا الشهر بعض الازدحام بنسبة إشغال تصل إلى 90%، ولكن التحدي هو محاولة تلبية جميع طلبات الحجز".
وتابع غارت: "لم نتلق أي طلبات إلغاء أخرى، لذا من الصعب التنبؤ بالتأثير على المدى البعيد".
وأضاف: "نلبي الاحتياجات العاجلة للناس. فغالباً ما يطلب النزلاء من الشرق الأوسط سجادة صلاة أو يسألون عن اتجاه قبلة الصلاة أو الأماكن التي يحصلون منها على أطعمة حلال".
تفاعل النيوزيلنديين مع حساسية الموقف
وقالت المتحدثة باسم المطار: "ما أثلج صدورنا هو رؤية دعم الجالية المسلمة بعد مجزرة نيوزيلندا والتضامن معها عند الترحيب بهم. إنه أمر رائع".
وأضافت أن مواعيد شركات الطيران لم تتغير. ولم تُبلغ أي شركة طيران دولية عن تغييرات في الحجوزات المستقبلية حتى الآن.
وقال ديفيد ليبو، مدير السفر في شركة طيران House of Travel، إن طلبات الحجز تباطأت، متوقعاً عودة تعافيها مرة أخرى.
وأضاف: "أتوقع ذلك، فهو حدث ضخم، ونحن نتابع الأخبار على وسائل الإعلام، ولكننا كنا مراعين لحساسية الموقف فلم نقم بنشر إعلانات لتجنب الظهور باستغلال المأساة".
وتابع: "أتمنى أن يتعلم الناس درساً واحداً وهو أن يكونوا رحماء ببعضهم، ويبدو أنهم اتحدوا معاً بطريقة لائقة. فأنا اليوم في كرايستشرش وذهبت إلى Botanical Gardens لرؤية الورود التي تركها الناس هناك".
وأضاف قائلاً: "رأيتها على شاشة التلفزيون، ولكنها تجربة مؤثرة للغاية عند ذهابك إلى هناك فعلاً".
وقال برنت توماس، مدير شركة طيران House of Travel، إن شركته كانت أكثر انشغالاً في تنظيم الرحلات والإقامة للأشخاص المتجهين إلى كرايستشرش هذا الأسبوع.
وتابع: "استُبدلت رحلات رجال الأعمال يوم الإثنين الماضي. إذ قام عددٌ من رجال الأعمال بتأجيل رحلاتهم تقديراً للظرف الراهن، وبسبب أنها لم تكن مناسبة في ظل هذه الظروف".
وقال: "من الجيد أن تشارك شركات الطيران في هذا الحدث، ولا نعرف ما سيحدث على المدى البعيد. فبعض الناس يتأثرون بمثل هذه الأحداث أكثر من غيرهم". وأردف: "كنت في كرايستشرش وكانت المشاعر جياشة".