في الوقت الذي يكافح فيه الناس في نيوزيلندا لاستيعاب المذبحة المروعة التي شهدتها كرايست تشيرش وراح ضحيتها 50 شخصاً، بدأت تتكشف حكايات الضحايا التي أفرزتها المأساة.
ونقلت صحيفة Stuff النيوزيلندية حكاية أحد الضحايا، الذي كان يتكلم مع والدته لحظة مقتله.
قالت الصحيفة إن "سلوى كانت تتحدث بالهاتف مع ابنها الأكبر حين أردته رصاصةٌ، فيما كان يحاول الفرار من الهجوم الإرهابي في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية.
كان خالد، زوج سلوى، البالغ من العمر 44 عاماً، يُصلي بصحبة ولديهما حمزة (16 عاماً) وزيد (13 عاماً)، في مسجد جادة دينز، حين بدأ إطلاق النار ظهر يوم الجمعة 15 مارس/آذار.
وتلقَّت سلوى اتصالاً من ابنها حمزة بعد بدء إطلاق النار مباشرةً.
وقالت سلوى: "قال لي: أمي، أحدهم جاء إلى المسجد، وهو يُطلق النار علينا"، وكان يجري مع شقيقه الذي أُصيب برصاصةٍ في ساقه.
وأضافت: "بعد ذلك سمعت إطلاق نار، وصرخ حمزة، ولم أسمع صوته بعدها. ناديته: "حمزة، حمزة"، وسمعتُ صوته الصغير، بعدها ساد الصمت".
حاولت سلوى لنحو 22 دقيقةً أن تتحدث مع ابنها مرةً أخرى.
وقالت: "كان هاتفه ما زال يعمل، لكنَّني لم أتمكن من الحديث معه، بعد ذلك التقط أحدهم الهاتف وقال لي إنَّ ابني لا يتنفس، وإنَّه يظن أنه قد مات".
في هذه الأثناء كان زوجها قد قُتل متأثراً بجراحه.
انقلبت حياتها رأساً على عقب
قالت سلوى، من مستشفى كرايست تشيرش، حيث يُعالج ابنها زيدٌ من إصابتين: "تغيَّرت حياتنا بالكامل".
وأضافت أن زوجها كان "أباً لطيفاً للغاية، يرعى عائلته باهتمام".
أما حمزة، الطالب في مدرسة كاشمير الثانوية، فقد كان "أروع فتىً على الإطلاق" حسبما قالت.
وتابعت: "أحبَّ الجميعُ حمزة، كان يهتم بالآخرين، ومهذباً للغاية. كل ما يمكنك أن تتخيله من خيرٍ في العالم كان في ابني حمزة".
أخبرت سلوى ابنها زيداً وطفلهما الآخر (10 سنوات) عن وفاة والدهما وأخيهما حمزة صباح اليوم الأحد 17 مارس/آذار.
وقالت إنَّها لا تشعر بشيءٍ تجاه القاتل المزعوم.
وأضافت: "سيعاقبه الله، ولدي وزوجي في الجنة الآن، ونحن سنلحقُ بهما، سنتبعهما إلى الجنة".