أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة 1 فبراير/شباط 2019، أن بلاده ستعلِّق التزامها معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المبرمة مع روسيا، السبت 2 فبراير/شباط، وستنسحب من المعاهدة التاريخية في غضون ستة أشهر إذا لم تتوقف موسكو عن انتهاكها.
وتنفي روسيا انتهاك المعاهدة الموقَّعة في عام 1987 للحد من التسلح والتي تحظر على البلدين نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى براً في أوروبا.
وبدأت المفاوضات بين أمريكا والاتحاد السوفييتي للحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى من كلا الطرفين، واستقر الأمر على عدم نشر واشنطن صواريخها في أوروبا مقابل خفض موسكو لعدد الصواريخ، واستمرت المناقشات حول بنودها إلى أن دخلت حيز التنفيذ رسمياً عام 1988.
انسحاب أمريكا من معاهدة القوى النووية "خطير للغاية"
مديرة الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، بياتريس فين، قالت لوكالة الأنباء الفرنسية، إن على المجتمع الدولي أن يكفَّ عن اتخاذ موقف المتفرج لكي تقرر الولايات المتحدة وروسيا مصير معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، وخصوصاً أوروبا.
وأوضحت ، مديرة الحملة الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2017، أن "الوضع خطير للغاية"، بعد أن هدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بالتخلي عن المعاهدة الموقعة في عام 1987، متهماً روسيا بانتهاكها.
وقالت فين: "إذا تم التخلِّي عن المعاهدة، وانسحبت منها الولايات المتحدة، سيكون البلدان حرَّين في نصب هذه الصواريخ متوسطة المدى على حدود أوروبا".
وقالت إن سائر دول العالم "استُبعدت وتُركت لتقف متفرجة (على دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين) وغرورهما" يقرران مصير هذه المعاهدة الحاسمة.
وأضافت: "علينا أن نكفَّ عن أن نكون متفرجين. المسألة لا تخص ترامب وبوتين وحدهما وإنما هي قضية عالمية وجميع الحكومات لديها دور تلعبه".
الاتفاقية وُقّعت قبل 22 عاماً للحد من انتشار الصواريخ النووية
ووقَّعت أمريكا وروسيا معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى "معاهدة القوى النووية المتوسطة" (آي إن إف) عام 1987، وتعهد الطرفان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، بعدم صُنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنَّحة أو متوسطة.
كما اتفقا على تدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000 و5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 و1000 كيلومتر، وفق ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وبحلول مايو/أيار 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمّر الاتحاد السوفييتي 1792 صاروخاً باليستياً ومجنَّحاً تُطلق من الأرض، ودمَّرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخاً. وتشير نصوص المعاهدة إلى أنها غير محددة المدة، ويحق لكل طرف منها الانسحاب بعد تقديم أدلة مقنعة للخروج، بحسب موقع "أرمز كنترول" الأمريكي.
ولفت الموقع إلى أن صواريخ "إس إس – 20" المتوسطة المتطورة، التي نشرتها روسيا كانت مصدر رعب للدول الغربية؛ لأن مداها يصل إلى خمسة آلاف كيلومتر وتتمتع بالدقة العالية في إصابة أهداف في أوروبا الغربية، وشمال إفريقيا، والشرق الأوسط، كما يمكنها ضرب أهداف في ولاية ألاسكا الأمريكية.