خلال المواجهات التي نشبت السبت 5 يناير/كانون الثاني 2019، بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين خلال احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا ، برز الملاكم الفرنسي كريستوف ديتينغر من خلال فيديو يوثق لمواجهته لقوات الأمن، التي وضعته على لائحة المطلوبين.
تقارير إعلامية فرنسية أكدت الإثنين 7 يناير/كانون الثاني، أن الملاكم الفرنسي كريستوف ديتينغر سلم نفسه للشرطة بعد قيامه السبت "بضرب قوات الأمن خلال مظاهرات السترات الصفراء في باريس". وقد كانت الشرطة أصدرت مذكرة توقيف بحقه لتعرضه بالضرب لعنصرين من قوات الأمن.
بطل سابق في الملاكمة ومساند احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا
وكان الملاكم السابق كريستوف ديتينغر بطل فرنسا في الملاكمة للوزن الثقيل عامي 2007 و2008، قام يوم السبت الماضي خلال احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا بضرب عنصرين من الشرطة بطريقة استعراضية كما لو كان داخل حلبة الملاكمة.
وضجت الصحافة المحلية بالخبر بعد صدور شريط مصور يظهر فيه الملاكم وهو يهاجم عناصر الأمن.
وقبل تسليمه لنفسه نشر الملاكم السابق شريطاً مصوراً على "فيسبوك" شرح فيه الأسباب التي دفعته لضرب الشرطة.
وقال كريستوف ديتينغر إنه "تعرض للشرطة بالضرب خلال لحظة غضب عارم وطيش بعد أن تعرض هو وزوجته "لوابل من القنابل المسيلة للدموع ولعنف من طرف الشرطة"
فرنسا تعتزم تشديد العقوبات بشأن الاحتجاجات غير المصرح بها
قال إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي الإثنين إن فرنسا تعتزم تقديم تشريع لتشديد العقوبات فيما يتعلق بالاحتجاجات غير المصرح بها وذلك رداً على المظاهرات العنيفة التي قادتها حركة السترات الصفراء.
وقال فيليب لمحطة (تي.إف 1) التلفزيونية، وفق ما نقلته وكالة رويترز، "نريد الحفاظ على حق التظاهر في فرنسا وعلينا معاقبة من ينتهك القانون".
وتظاهر نحو 50 ألف شخص السبت في جميع أنحاء فرنسا في يوم التعبئة الثامن من احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا ، أي ما فاق عدد المشاركين الأسبوع الماضي في نجاح لا يستهان به بالنسبة للحركة التي تراجعت نهاية العام الماضي.
وأعرب أحد وجوه الحركة البارزين ايريك درويه عن سروره عبر موقع "فيسبوك" حيث كتب "إن ذلك يذكر (بما حدث) يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر" في إشارة إلى يوم التعبئة الأول والذي شارك فيه 282 ألف شخص، بحسب السلطات.
لكن العنف الذي شاب الحركة السبت وخصوصاً في باريس وبوردو كما في تولوز حجب الرسالة التي أطلقتها الحركة لدى بدئها وتتعلق بارتفاع أسعار الوقود، وبات يوحي أن المطالب تجاوزت هذا السقف.
ففي باريس، تم تحطيم مدخل مقر المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو بواسطة أداة بناء. وفي ديجون (وسط شرق)، تضررت ثكنة تابع للدرك، وفي رين (غرب) حطمت مجموعة صغيرة من "السترات الصفراء" باباً زجاجياً عند مدخل مبنى البلدية.
بينما الحكومة الإيطالية تعبر عن دعمها لحركة السترات الصفراء
أعلنت الحكومة الشعبوية الإيطالية الإثنين دعمها احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا في حين دعا أحد الوزراء الرئيسيين فيها المتظاهرين الى عدم التراجع. وكتب نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو زعيم حركة الخمس نجوم على مدونة الحزب "السترات الصفراء، لا تتراجعوا".
وقال النائب الآخر لرئيس الوزراء ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة (يمين متطرف) "أدعم المواطنين الشرفاء الذين يحتجون ضد رئيس يحكم ضد شعبه"، لكنه أضاف أنه يدين "بحزم كامل" العنف الذي تخلل التظاهرات الأخيرة.
لكن دي مايو كان الأكثر حماسة، فبعد إدانته أعمال العنف عرض تقديم حركته المساعدة خصوصاً عبر منصّتها الإلكترونية "روسو" من أجل "تنظيم أنشطة على الأرض" كما و"تحديد البرنامج الانتخابي" عبر نظام تصويت.
و"روسو" هي منصة تفاعلية على الإنترنت تتيح للمنتسبين إلى حركة الخمس نجوم المشاركة في إعداد البرامج وصياغة التشريعات، كما وانتقاء المرشّحين للانتخابات المحلية والوطنية.
وهي المنصة التي تم بواسطتها انتقاء المرشّحة للانتخابات البلدية فيرجينا راغي من بين نحو عشرة مرشّحين مغمورين لتمثيل الحركة، لتفوز بعدها في انتخابات 2016 وتتولى رئاسة بلدية روما.