كشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بوب كوركر، أمس الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّه يعمل مع أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمحاولة التوصل إلى اتفاقٍ لتوبيخ السعودية رسمياً على خلفية دورها في مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وذلك في أحدث إشارة إلى أنَّ الجمهوريين يرغبون في الذهاب أبعد من الرئيس دونالد ترامب في الرد على تصرفات حليفٍ أساسي للولايات المتحدة.
جاء إعلان كوركر عقب ساعات من تصريح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأنَّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وافقت على إطلاعه على معلومات حول قضية خاشقجي، بعد ردود فعل غاضبة من الحزبين بسبب عدم حضور وكالة الاستخبارات المركزية جلسة الإحاطة التي عُقِدَت في الكونغرس حول السعودية واليمن، أول أمس الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني.
تعديل سيُغير مجريات الأحداث في الكونغرس
وفي تصريحٍ لشبكة CNN الأميركية، قال بوب كوركر، السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي، والذي من المقرر أن يتقاعد بحلول نهاية ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل، إنَّه يأمل التوصُّل إلى اتفاقٍ واسع يحظى بدعمٍ من الحزبين ويجمع مختلف مقترحات أعضاء مجلس الشيوخ يستهدف المملكة العربية السعودية.
وقال إنَّه يطمح بعد ذلك لاستخدام الاتفاق الجديد بديلاً عن مشروع قانونٍ موجود الآن في مجلس الشيوخ من شأنه إنهاء المشاركة الأميركية في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وأضاف كوركر: "نعمل على صياغة تعديل سيُغير مجريات الأحداث في الكونغرس، ويُعبِّر بصورة أشمل عن آرائنا فيما يتعلق بما ينبغي أن تكون عليه سياستنا تجاه السعودية".
لم يتضح بعد ما الذي ينطوي عليه هذا الحديث، وما إذا كان سيسعى لإنهاء الدور الأميركي في اليمن، أو فرض عقوبات على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وحول الخطة قيد التطوير، قال كوركر: "أعتقد أنَّه سيكون لها أنياب"، مُعرِباً عن أمله في أن تُطرَح للنقاش في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء أو الأربعاء من الأسبوع المقبل.
من جانبه، قال كريس ميرفي، السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت الذي شارك في صياغة مشروع القانون الذي يحظى بدعمٍ من الحزبين بخصوص اليمن، إنَّه على استعدادٍ للنظر في إدخال عدد صغير من التعديلات على خطته، لكنَّه أعرب عن قلقه من أنَّ استحداث كثير من التعديلات قد يُضعِف المقترح.
وقال ميرفي: "هناك تعديلات شاملة أضعف من أن تحظى بدعمي أو دعم رُعاة مشروع القانون الآخرين بحسب اعتقادي. لكنَّني أتفهم الأمر. نحن نفتقر مؤخراً إلى الكثير من الخبرة في ما يخص عملية التشريع؛ لذا يبدو كل هذا خيالياً، وفكرة أنَّنا قد نضطر لاتخاذ قرارات صارمة إزاء أي التعديلات يجب أن ندعم، وما إن كانت هذه التعديلات تستحق المساس بمشروع القرار الأصلي أم لا، لكن هذه هي عملية التشريع. وهذا ما يُفترَض على مجلس الشيوخ فعله. إذاً لنعمل على هذا".
ووجَّه الكونغرس يوم الأربعاء توبيخاً لإدارة ترامب عن طريق موافقته على نقل مشروع القرار من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إلى المجلس بكامل هيئته، ما سيؤدي إلى عمليات تصويت عالية الرهانات الأسبوع المقبل.
خطاب بومبيو وماتيس لم يقنع أعضاء الكونغرس
وبدا أعضاء في الكونغرس من الحزبين -من بينهم غراهام الذي يُعَد واحداً من أعلى حلفاء ترامب صوتاً- ثائرين عقب جلسة إحاطة مغلقة عُقِدَت مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي دافع عن موقف الإدارة الأميركية من مقتل خاشقجي، قائلاً عقب الجلسة إنَّه "لا تقارير مباشرة" تربط محمد بن سلمان بعملية القتل.
وقال غراهام، أمس الخميس، إنَّه أُبلِغ بأنَّ جلسة الإحاطة المنفصلة لوكالة الاستخبارات المركزية بشأن السعودية تقرَّر الآن أن تُجرى، مُتوقعاً أن يكون ذلك الأسبوع القادم، وبعدها سيُقرِّر السيناتور الجمهوري المُمثِّل لولاية ساوث كارولينا مدى شدة الإجراءات التي ينبغي اتخاذها ضد السعوديين.
وقال غراهام: "اتصلت بي وكالة الاستخبارات المركزية، وهذا جيد. وقالت إنَّها ستطلعني على المعلومات. وقد أعربتُ عن تقديري لهذا".
وقال غراهام إنَّه يعتقد حتى الآن أنَّ جلسة الإحاطة هذه ستشمله هو فقط، لكنَّه يأمل أن يتمكَّن آخرون من الاطّلاع على المعلومات إذا أرادوا ذلك، وقال: "أوصي بأن تُطلِع (وكالة الاستخبارات المركزية) مجلس الشيوخ بأكمله".
وعقب تحدُّثه مع البيت الأبيض الأربعاء، قال كريس كونز، السيناتور الديمقراطي عن ولاية ديلاوير وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إنَّه يعتقد بوجود احتمالية لعقد وكالة الاستخبارات المركزية جلسة إحاطة حول قضية خاشقجي الأسبوع المقبل لجميع أعضاء مجلس الشيوخ. وقال كونز إنَّ الوكالة لم تؤكد التزامها بعقد هذه الجلسة بعد.
وأضاف: "لم يبلغني أي شخص في البيت الأبيض بصورة مباشرة عن الالتزام بإحاطتنا بمعلومات مباشرةً من مديرة وكالة الاستخبارات المركزية، لكن أعتقد أنَّ الرسالة وصلت بوضوح، وأتوقع أنَّهم سيُعيدون النظر في خياراتهم الآن. وآمل أن نحظى بإحاطة وافية من جينا هاسبل الأسبوع المقبل".
تحدَّث كونز أيضاً مع مديرة الشؤون التشريعية في البيت الأبيض الأربعاء، وأخبرها أنَّ جلسة الإحاطة السابقة، التي انعقدت دون حصول أعضاء مجلس الشيوخ على إحاطة من وكالة الاستخبارات المركزية، تعد "خطأً جوهرياً".
من جانبها، علَّقت وكالة الاستخبارات المركزية عقب جلسة الأربعاء، قائلةً إنَّها بالفعل قدمت إحاطة للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
ووفقاً للبيان الذي صدر عن المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية تيموثي باريت: "بالرغم من أنَّ مديرة وكالة الاستخبارات هاسبل لم تحضر جلسة اليوم حول السياسة الأميركية بشأن اليمن، فإنَّ الوكالة أحاطت بالفعل قيادة الكونغرس ولجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على كل المعلومات الحساسة، والمعلومات الاستخباراتية السرية، وستواصل إطلاعهما على مستجدات هذه المسألة المهمة لصناع السياسات والكونغرس. وفكرة أنَّ أي شخص أبلغ المديرة هاسبل بألا تحضر جلسة اليوم هي فكرة خاطئة".