قالت خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، إن "الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب، يجب أن يساعد في إظهار الحقيقة (الخاصة بمقتل خطيبها)، وتنفيذ العدالة، وعدم السماح بالتستر على الجريمة".
جاء ذلك في كلمة ألقتها جنكيز خلال مشاركتها بحفل تأبين لخطيبها الراحل، أقامته منظمة "ميدل إيست مونيتور" أو "جهاز مراقبة الشرق الأوسط "، أمس الإثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بالتعاون مع مؤسسة "منتدى الشرق" بالعاصمة البريطانية لندن.
وأعربت جنكيز عن سعادتها بتواجدها في هذه المناسبة بين أصدقاء خطيبها الصحافي الذي قتل في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
على ترمب ألا يسمح بالتستر على الجريمة
وقالت خديجة أمام جمهور خلال زيارة للندن إنها تشعر بخيبة أمل من نهج ترمب.
وقالت: "أشعر بخيبة أمل بسبب تصرفات القيادة في الكثير من الدول، ولا سيما الولايات المتحدة".
وأضافت: "على الرئيس ترمب أن يساعد في كشف الحقيقة وضمان أن تأخذ العدالة مجراها. ينبغي ألا يمهد الطريق للتستر على جريمة قتل خطيبي. دعونا لا نجعل النقود تلوث ضمائرنا وتعرض قيمنا للخطر".
وأوضحت أن "جمال ترك في قلبي فراغاً عميقاً"، مشيرة إلى أنه "كان يكتب كل ما يؤمن به فقط، وكان رجلاً محباً لوطنه، وكان يؤمن بقضية بلاده والبشر، ويؤمن بضرورة حماية كرامة الإنسان، والحريات، والديمقراطية بالسعودية والمنطقة".
واستطردت جنكيز قائلة: "لو كنت أعلم أن هناك أناساً شيطانيين ينتظرونه داخل القنصلية لكنت فعلت كل ما بوسعي لمنعه من الدخول. لكن لم يكن يخطر ببالنا على الإطلاق أن مثل هذا الظلم، وتلك الوحشية بانتظار جمال".
ماذا ستقول لولي العهد السعودي إذا ما قابلته؟
قالت خديجة عبر مترجم: "هذا الحادث، هذا الاغتيال وقع في القنصلية السعودية.. ومن ثم فمن المرجح أن السلطات السعودية تعرف كيف حدثت هذه الجريمة".
وكانت خديجة متحفظة خلال المقابلة وبدت عليها الكآبة وكانت على وشك البكاء مرات عديدة.
وتابعت قائلة: "يتعين عليهم تفسير ما حدث".
وفي ردها على سؤال بشأن ما ستقول لولي العهد السعودي إذا أتيحت لها فرصة التحدث إليه، قالت: "أعتقد أن ذلك لن يحدث على الإطلاق".
الرياض "تعرف تمام العلم مكان الجثة"
في السياق ذاته، تساءلت جنكيز عن مكان جثة خطيبها بعد اعتراف المملكة العربية السعودية بمقتله داخل بناء القنصلية، مشيرة إلى أن الرياض "تعرف تمام العلم مكان الجثة، ومن ثم عليهم أن يجيبوا عليّ، أين جثة جمال؟".
وبعد صمت دام 18 يوماً، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، تحدثت إحداها عن أن "فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وأفاد ترمب في وقت سابق، بوجود "الكثير من الخداع والأكاذيب" من طرف السعوديين في قضية خاشقجي، تعليقاً على تعدد الروايات التي تصدر من السعودية حول الواقعة.
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن أنقرة تمتلك "أدلة قوية" على أن جريمة خاشقجي هي "عملية مدبر لها وليست صدفة".
وشدد أردوغان على أن إلقاء التهمة على عناصر أمنية، "لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي".
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تفيد بأن المشتبه بهم قتلوا خاشقجي "بنية مسبقة".
وتتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.