روى رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، الثلاثاء 21 مايو/أيار 2021، تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحلة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي رفقة الوفد المرافق له قبل كارثة سقوط المروحية، مؤكداً أن "الظروف" والطقس كانت "طبيعية للغاية" خلال سير المروحيات الثلاث وبينها التي كانت تقل الرئيس.
في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، أوضح إسماعيلي أنه كان في إحدى المروحيات الثلاث التي تقل المسؤولين الإيرانيين، وأن الرئيس والوفد المرافق له كانوا في مروحية أخرى.
الطقس لم يكن سيئاً
كما أشار إسماعيلي إلى أن الطقس كان صافياً عند انطلاق الرحلة، وتوجهوا مباشرة نحو مدينة تبريز من مكان السد الذي افتتحوه.
ولفت إلى أنهم سافروا لمدة نصف ساعة تقريباً في المنطقة المجاورة لمنجم سونغون للنحاس، وأنهم واجهوا كتلة سحاب في الوادي الملاصق للمنطقة.
كذلك، ذكر أن قاع الوادي كان ضبابياً لكن الطقس كان صافياً، مضيفاً: "كانت هناك سحب في جزء صغير من هذه المنطقة، لكن من حيث الارتفاع كنا على نفس مستوى هذه السحب أو حتى أقل قليلاً".
وأفاد أن قائد سرب المروحيات، طيار المروحية التي تقل رئيسي أعطى أمراً للمروحيتين الأخريين بالارتفاع ومتابعة المسير فوق السحب.
وقال: "ارتفعت المروحيات فوق السحب. كانت طائرتنا المروحية رقم 3، وكانت المروحية التي في المنتصف تقل الرئيس، وكانت هناك مروحية أخرى أمامنا".
لحظة إدراك غياب طائرة الرئيس
رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، تابع يقول: "بعد 30 ثانية، أدرك طيارنا أن المروحية الرئيسية (التي تقل رئيسي) ليست معنا".
كما أضاف: "كانت الظروف طبيعية وعادية تماماً، ولم يكن هناك أي موقف صعب".
ولفت إلى أنه تحدث اهتزازات حتى في بعض الرحلات الجوية، "لكن على هذا المسار كان كل شيء طبيعياً واختفت الغيوم على الفور".
وأردف: "بعدها كنا في جو لا يوجد فيه غيوم تحتنا، وكان بإمكاننا رؤية خط القمم (الجبلية) تحت أقدامنا، وكان هناك بالقرب منها منجم سونغون للنحاس".
كذلك، أوضح إسماعيلي أن قائد المروحية التي كان على متنها عاد للبحث عن المروحية التي تقل الرئيس.
ثم أضاف: "سألت مساعد الطيار لماذا تعودون؟ فقال نفترض أن إحدى المروحيات لم تأت وأجرت هبوطاً اضطرارياً، لأنه مهما حاولنا النداء ينقطع اتصالنا اللاسلكي ولا يتم الرد".
ولفت إسماعيلي إلى أن الطيار أخبره أن الاتصال مع تلك المروحية كان قائماً قبل دقيقة و30 ثانية.
وذكر إسماعيلي أن مروحيتهم قامت ببضع جولات فوق المنطقة التي عادت إليها، لكنهم لم يتمكنوا من رؤية الأسفل بشكل جيد بسبب السحب، وهبطوا بالقرب من منجم سونغون.
ولفت اسماعيلي إلى أنه ومنذ لحظة الإعلان عن انقطاع الاتصال اللاسلكي بطائرة الرئيس، بدأت محاولات للاتصال بالحرس الشخصي للرئيس، ووزير الخارجية حسین أمير عبد اللهيان، وإمام جمعة تبريز ومحافظ تبریز، دون تلقي أي رد منهم.
تمكنوا من إجراء اتصال
تابع اسماعيلي بأنهم تمكنوا من إجراء اتصال على الهاتف المحمول لطيار مروحية رئيسي، لكن بدلاً من الطيار أجاب إمام جمعة مدينة تبريز علي آل هاشم قائلاً: "إنني لست بخير، سقطنا في الوادي".
وأوضح أنه تحدث إلى آل هاشم وسأله أين هم؟ ليرد الأخير بالقول: "لا أعرف.. أنا بين الأشجار".
وأفاد أنه سأله عن حال البقية، فأجابه: "لا أرى أحداً وأنا وحدي ولا أعلم ما حدث ولا يوجد أحد حولي".
ثم أردف إسماعيلي: "عند ذلك، اتضح لنا على الفور أن مروحية السيد رئيسي تعرضت لحادث، وحددنا مهمتنا بشأن الوصول بسرعة إلى موقع الحادث، وبدء عمليات الإنقاذ والإغاثة".
كما بيّن أنه كان هناك في منجم النحاس سيارات مناسبة ومسعفون وسيارات إسعاف، وتابع: "أخذنا الطاقم الطبي معنا وذهبنا إلى المنطقة التي اعتقدنا أن الحادث وقع فيها"، وقال إسماعيلي إنه تحدث إلى آل هاشم حوالي 3 – 4 مرات.
وأضاف: "كان زملاؤنا الآخرون يتصلون به بشكل متكرر حتى 3-4 ساعات بعد وقوع الحادث. أجاب السيد علي هاشم على المكالمات، لكن إجاباته أظهرت أنه ليس على ما يرام وأنه كان على قيد الحياة فقط".
وأردف إسماعيلي أنهم في وقت لاحق علموا بأن ركاب المروحية الآخرين "ماتوا على الفور"، موضحاً أن "حالة الجثامين أظهرت أنهم استشهدوا بعد وقوع الحادث مباشرة".
ما بعد حادثة سقوط المروحية
كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي شارك في حفل افتتاح سد على الحدود الإيرانية الأذربيجانية في 19 مايو/أيار. وتعرضت المروحية التي تقله ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وبعض المسؤولين أثناء عودتهم لحادث.
بناءً على طلب إيران، خصصت تركيا مسيرة "أقنجي" للقيام بأنشطة البحث والإنقاذ، حيث تمت مشاركة إحداثيات حطام المروحية التي رصدتها أقنجي مع السلطات الإيرانية.
وصلت الفرق الإيرانية إلى النقطة المحددة وأعلنت عدم وجود ناجين في الحادث.
بعد التأكد من وفاة الرئيس الإيراني، تم تعيين النائب الأول محمد مخبر رئيساً مؤقتاً للبلاد.
كما تم الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية خلال 50 يوماً على الأكثر وفقاً للدستور الإيراني، حيث ستجرى الانتخابات في 28 يونيو/حزيران.
في إيران، يتم انتخاب الرؤساء من قبل الشعب من بين المرشحين الذين يوافق عليهم مجلس صيانة الدستور.