علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 28 فبراير/شباط 2024، للمرة الأولى على صفقة كبيرة مع دولة الإمارات بشأن مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة، مشيراً إلى أن جزءاً من الأموال المعلن عنها في الاتفاق "وصل للبنك المركزي".
وقال السيسي في، كلمة خلال إحدى الفعاليات: "لازم أوجه الشكر لأشقائنا في الإمارات، وعلى رأسهم أخويا فخامة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد".
أضاف "عايز أقول لكم مش سهل أبداً إن حد يحط 35 مليار دولار في شهرين، مفيش في العالم كده… وده شكل من أشكال المساندة والوقوف والدعم بشكل واضح، والقرار اتاخد في ثانية، ومن غير إحراج ولا أي حاجة… أنا بسجل هنا موقف خاص بالإمارات في الموضوع ده".
وتحدث السيسي عن المشروع، قائلاً إن "المدينة العالمية" التي ستقام في المنطقة لن تكون بغرض الإقامة الموسمية لبضعة أشهر خلال فصل الصيف أو فصل الشتاء، موضحاً "احنا بنتكلم على حاجة فيها حياة مستمرة على مدار السنة بالكامل، بأنشطة كتيرة أوي، بعضها يمكن يكون موجود لأول مرة في مصر".
مشروع رأس الحكمة
ووقعت مصر والإمارات اتفاقية شراكة استراتيجية بقيمة 35 مليار دولار لتطوير شبه الجزيرة الساحلية، حيث أعلنت مصر، الجمعة 23 الشهر الحالي، أنها وقعت مع الإمارات "أكبر صفقة استثمار مباشر" في تاريخها بقيمة 35 مليار دولار، من أجل الشراكة في تنمية منطقة رأس الحكمة غربي البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء المصرية الرسمية آنذاك بأن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي "شهد مراسم التوقيع على أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، مع الجانب الإماراتي، اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية (شرق العاصمة القاهرة)"، وأضافت أن الصفقة تشمل "تنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي".
وفي مؤتمر صحفي بعد توقيع الصفقة، أوضح رئيس الوزراء المصري أن المشروع يتضمن إقامة فنادق ومنتجعات سياحية، ومشروعات ترفيهية، ومنطقة للمال والأعمال، وإنشاء مطار دولي جنوب مدينة مطروح.
ولفت إلى أنه ستكون هناك تنمية متكاملة لمنطقة رأس الحكمة في كل المجالات، متوقعاً أن يسهم ذلك في استقطاب نحو 8 ملايين سائح سنوياً.
الإمارات ستضخ 150 مليار دولار
وعن التفاصيل المالية للمشروع، تحدث مدبولي عن شقين، "الأول يتمثل في استثمار أجنبي مباشر بقيمة 35 مليار دولار، تتلقى مصر دفعة أولى منه بقيمة 15 مليار دولار خلال شهرين، ثم يعقب ذلك بشهرين دفعة ثانية بقيمة 20 مليار دولار".
وأشار في هذا الصدد إلى أن "الجانب الإماراتي سيضخ خلال مدة تنفيذ المشروع (لم يحددها) ما لا يقل عن 150 مليار دولار"، مضيفاً أن الشق الثاني يتمثل في أرباح المشروع، حيث سيكون نصيب الدولة المصرية منه نحو 35%.
كذلك ذكر مدبولي أن "المشروع يتضمن تأسيس شركة مساهمة مصرية (مسؤولة عنه) باسم رأس الحكمة"، لافتاً إلى أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ستمثل الجانب المصري في المشروع، بينما ستمثل شركة أبوظبي التنموية القابضة الجانب الإماراتي.
يأتي الإعلان المصري الرسمي عن تلك الصفقة، وسط أزمة اقتصادية عالمية تتأثر بها مصر، ومساعٍ حكومية للخروج منها، عبر صفقات الاستثمار الأجنبي بجانب توقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، وفق الأناضول.
وتقع رأس الحكمة على بُعد نحو 200 كيلومتر غربي الإسكندرية في منطقة تضم منتجعات سياحية راقية وشواطئ ذات رمال بيضاء.