علَّق جيش الاحتلال الإسرائيلي على صورة انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتُظهر أحد جنود جيش الاحتلال واقفاً أمام رجل فلسطيني عارٍ ومكبَّل اليدين في غزة، ما أثار ردود فعل غاضبة محلية ودولية.
وقال الجيش إنه أطلق سراح الفلسطيني "لعدم ثبوت أي اتهامات ضده"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، والتي أفادت كذلك بأن الجندي الذي نشر الصورة وهو من قوات الاحتياط، قد تم تسريحه من الخدمة.
والصورة هي جزء من مقطع فيديو نشره جندي إسرائيلي يوثق التحقيق مع مواطن فلسطيني من أهالي غزة، وهو شبه عارٍ والدماء تسيل على جسده؛ حيث أصيب بجروح في ساقه، وقد أثارت هذه المشاهد غضباً واسعاً عبر مواقع التواصل.
الصورة انتشرت بشكل واسع، الإثنين 5 فبراير/شباط 2024، بعدما نشر الجندي يوسى غامزو مقطع الفيديو، متفاخراً بما فعله بحق المواطن الفلسطيني داخل مدرسة في حي الرمال شمالي غزة.
وفق ما رصدته "الجزيرة"، فإن الجندي الإسرائيلي حُذفت بعض حساباته عبر مواقع التواصل بعد نشر مقطع الفيديو، مشيرة إلى أنه مصوّر في كتيبة الغرانيت (932) بجيش الاحتلال، والتي كانت تقاتل في مدينة غزة.
وكان يوسي يوثق عمليات كتيبته القتالية في القطاع ويرفعها عبر قناته على اليوتيوب، كما تبين أن الفيديو تم تصويره في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وصور في حي الرمال وسط غزة.
ردود فعل غاضبة
وأثارت الصورة ردود فعل غاضبة، في حين علق ناشطون على الصورة أنها تُظهر شموخ الفلسطيني ونظرات التحدي بوجه الجندي الإسرائيلي.
ورداً على سؤال حول الصورة خلال مؤتمر صحفي، الإثنين، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إنها "مثيرة للقلق العميق" ولكن "ليس لديه معرفة أو معلومات فيما يتعلق بالظروف المحيطة بهذا الحادث".
وقال إن على الجيش الإسرائيلي "التحدث إلى تلك المواقف المحددة"، مضيفا "لقد أوضحنا لهم ضرورة احترام القانون الإنساني".
وأظهرت الصور التي شاركها جنود إسرائيليون في وقت سابق، عشرات الفلسطينيين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، وقد تم تجريدهم من ملابسهم الداخلية قبل نقلهم على ظهور الشاحنات إلى أماكن غير معلنة، بحسب ما نقل "Palestine Chronicle".
وتبادل جنود الاحتلال أيضًا صورًا ولقطات فيديو لأفعالهم في غزة، بما في ذلك تفجير المباني وإضرام النار في المنازل. وبحسب ما ورد تم إنشاء قناة على تلغرام تسمى "72 عذراء – غير خاضعة للرقابة" لتوثيق أنشطة الجنود.
وأصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، أمس الثلاثاء، بيانا سلط فيه الضوء على شهادات التعذيب وسوء المعاملة التي تلقاها من معتقلين فلسطينيين أفرج عنهم مؤخرا من قطاع غزة، بينهم نساء وأطفال.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى الكشف عن جرائم مثل العري القسري والتحرش الجنسي والتهديد بالتعذيب الجنسي، داعية إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الانتهاكات.
وشددت الهيئة الحقوقية على أن "قوات الاحتلال تقوم بإخفاء المعتقلين الفلسطينيين قسرياً، وتعريضهم للعنف الوحشي وحتى التعذيب الشديد منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم وحتى لحظة إطلاق سراحهم".
وأشار الأورومتوسطي إلى عدم وجود إحصاء دقيق للتفاصيل الواردة من غزة. "زعم الجيش الإسرائيلي مؤخراً أن هناك 2300 معتقل في غزة؛ لكن التقديرات المستندة إلى شهادات المفرج عنهم تشير إلى أن العدد الفعلي للتفاصيل أعلى بكثير".