اعتبر عزت الرشق، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن التحقيق الذي أجرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، والذي كشف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بخصوص ما أثاره من مزاعم تخص مجمع الشفاء، يشكل دليلاً جديداً على أنه حاول التغطية على قصفه للمستشفيات، واقتحام "الشفاء" عن طريق إلقاء الاتهامات الباطلة على حركة حماس.
وفند تحقيق أجرته الصحيفة الفرنسية مزاعم قوات الاحتلال، بعد أن كذبت الصور والأشرطة التي اعتمدتها من أجل تصديق روايتها حول استخدامات حركة حماس المستشفى كمقر للقيادة وإدارة عملياتها العسكرية.
دليل جديد
في تصريح إعلامي نقله المركز الفلسطيني للإعلام، قال القيادي في حماس إن هذا التحقيق يشكل "دليلاً جديداً يضاف لعدة تحقيقات مهنية عالمية أثبتت كذب ما سعى الكيان الصهيوني لترويجه للعالم عبر دعايته المضللة، لتبرير جرائمه وحرب الإبادة التي يقترفها ضد شعبنا، وتدميره للقطاع الطبي وإخراجه عن الخدمة بهدف دفع المواطنين للهجرة القسرية عن أرضهم".
كما طالب الرشق المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الأخرى المختصة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي "وقادته النازيين على ما اقترفوه من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني، وتدمير ممنهج لكافة مرافق الحياة في قطاع غزة".
تصريحات الرشق، تأتي بعد أن أجرت الصحيفة الفرنسية تحقيقاً، كشفت فيه أنها قامت بإعادة تركيب الصور والأشرطة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول المزاعم المذكورة.
تحقيق لوموند
خلصت الصحيفة بعد تحليل الصور والأشرطة إلى أن حجم الأنفاق والأماكن التي أظهرها جيش الاحتلال يفيد بأنه لا يمكن أن تكون مركزاً لقيادة العمليات.
تقول الصحيفة إن الجيش يشير إلى أي مرحاض أو مطبخ أو غرفة فارغة في المستشفى، ويشير إلى أنه في مركز العمليات، وبعد تركيبها وإعادة تتبع تبين للصحيفة أنها "لا ترقى إلى مركز عمليات أو حتى مراكز تخزين العملية".
كما شددت الصحيفة على أنه لا وجود لأي دليل على أن الأنفاق التي كان يسير فيها المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الإسرائيلية والتي قدرت الصحيفة بأنها تصل إلى 130 متراً بعد أن أعادت ترتيب خريطتها، تتواجد بالضرورة تحت مجمع الشفاء الطبي كما زعم جيش الاحتلال.
اقتحام الشفاء
في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء، بعد حصاره لعدة أيام، جرت خلالها اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين في محيطه.
وبعد عدة أيام طالب الجيش الموجودين في المستشفى بإخلائه سيراً على الأقدام، إلا أن عدداً من الجرحى والمرضى لم يستطيعوا المغادرة بسبب حالاتهم، واضطر بعض الأطباء والعاملين في المستشفى للبقاء معهم.
وخلال الأيام الماضية نفّذ الاحتلال عمليات تجريف وبحث وتمشيط واسعة داخل أقسام ومباني المستشفى وحديقته وموقف السيارات فيه، ما أسفر عن مقتل عدد من النازحين والجرحى بداخله، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
يذكر أنه صباح الجمعة الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
فور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.