استقبل آلاف الفلسطينيين، مساء الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في مدينة بيتونيا في رام الله، 30 طفلاً فلسطينياً أسيراً محرراً و3 أسيرات فلسطينيات محررات والذين أفرج عنهم ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل، فيما وصل أبناء القدس منهم إلى منازلهم، وسط إجراءات أمنية مشددة للاحتلال ومنع وصول الأقارب وعدسات الصحافة.
وغادرت حافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر سجن عوفر العسكري الإسرائيلي، غربي مدينة رام الله، تحمل الأسرى المفرج عنهم وتوجهت إلى وسط رام الله.
وأعلنت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أنها تسلمت قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الحركة في بيان مقتضب: "تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس أنها تسلمت قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم، من سجون العدو، والتي تشمل 3 أسيرات و30 طفلاً أسيراً".
أضافت أن الأسيرات اللاتي سيتم الإفراج عنهن اليوم هن "ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان وعطاف يوسف محمد جرادات من مدينة جنين، ونفوذ جاد عارف حماد من مدينة القدس"، إضافة إلى 30 طفلاً من الأسرى.
تعد هذه القائمة هي الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، بموجب الهدنة الإنسانية التي توصلت إليها كل من حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية، والتي بدأ سريانها الجمعة الماضي وكان مقرراً لها 4 أيام.
فيما أظهرت فيديوهات تداولها ناشطون على مواقع التواصل مساء الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الأطفال الأسرى من مدينة القدس وهم يَصلون إلى منازلهم، وسط تشديدات أمنية للاحتلال.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن مساء الإثنين، وصول 11 من الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، إلى البلاد، ضمن رابع دفعة تبادل للأسرى بين الحركة وإسرائيل، بموجب صفقة تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب اطلعت عليه الأناضول، إن "وحدة نخبة من الجيش الإسرائيلي وقوة من الشاباك (جهاز الأمن العام) ترافقان الآن المختطفات والمختطفين الـ11 الذين عادوا إلى إسرائيل".
وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي: "بعد إجراء تقييم أولي لحالتهم الصحية، سترافق قواتنا العائدين حتى وصولهم إلى أحضان عائلاتهم (التي تنتظرهم) في المستشفيات".
واختتم بيانه بالقول: "سنواصل العمل مع أجهزة الأمن من أجل عودة جميع المختطفين، ويطلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من الجمهور التحلي بالصبر واحترام خصوصية العائدين وعائلاتهم".
ومن جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن من بين المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم 9 أطفال وسيدتين، مضيفةً أن حركة "حماس" أفرجت أيضاً عن 6 محتجزين من تايلاند، كانوا لديها.
كما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن وزير الخارجية التايلاندي، بارنبري باهيدا نوكارا، سيصل إلى إسرائيل الثلاثاء، ويلتقي التايلانديين المفرج عنهم.
وفي السياق، أفادت وزارة الخارجية القطرية بأن 33 أسيراً فلسطينياً، بينهم 30 طفلاً و3 سيدات، سيتم الإفراج عنهم الليلة، مقابل إطلاق سراح 11 من الأسرى الإسرائيليين.
وقال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور على منصة "إكس"، إن "الإسرائيليين المفرج عنهم، 3 منهم من الجنسية الفرنسية، و2 من الجنسية الألمانية، و6 يحلمون جنسية الأرجنتين".
وفي وقت سابقٍ الإثنين، أعلنت حركة "حماس" أن قائمة الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، مساء الإثنين، ضمن صفقة التبادل بين إسرائيل والحركة، تشمل 33 أسيراً بينهم 30 طفلاً و3 سيدات.
وباستكمال عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين، الإثنين، تكون إسرائيل أطلقت سراح 150 أسيراً فلسطينياً من سجونها، مقابل إطلاق "حماس" 50 مدنياً إسرائيلياً، جميعهم نساء وقاصرون، منذ الجمعة.
وبينما كان مقرراً أن تنتهي الإثنين، الهدنة الإنسانية الأولى، اتفقت حماس وإسرائيل والوسطاء على تمديد الهدنة ليومين إضافيين يشهدان الإفراج عن عدد إضافي من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبينما لم تقدم الأطراف المذكورة توضيحات أكثر بشأن أول تمديد للهدنة التي بدأت الجمعة وتفاصيل الدفعات الإضافية من المحتجزين لدى الطرفين، قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية)، في بيان، إن يومي الهدنة الإضافيين سيشملان "الإفراج يومياً عن 10 من المحتجزين في غزة من النساء والأطفال مقابل 30 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
وأوضح رشوان أنه "إضافة إلى الإفراجات، فسيستمر خلال اليومين الممتدين للهدنة، وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع"، بحسب البيان ذاته.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت المقاومة الفلسطينية هجوماً على مستوطنات غلاف غزة، قتلت خلاله أكثر من 1200 إسرائيلي وأصابت أكثر من 5 آلاف، وأسرت نحو 239.
فيما شنت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.