أيّد شموئيل إلياهو، الحاخام الإسرائيلي ووالد وزير التراث، عميحاي إلياهو، تصريحات نجله بشأن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة، واصفاً ذلك بأنه "خيار قابل للتطبيق"، رغم أن تصريحات نجله أثارت ردود فعل إقليمية ودولية.
وفي محاضرة أسبوعية توراتية، الإثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تبنّى إلياهو، وهو الحاخام الأكبر لمدينة صفد المحتلة، تصريحات نجله كما تحدّى السلطات في تل أبيب أن يعاقبوه على ذلك، وفق ما نقلت صحيفة Times of Israel الإسرائيلية.
وقال الحاخام، وهو يبتسم أثناء الاستطراد في الحديث: "هناك الآن الكثير من النقاش حول ما يجب القيام به مع غزة.. ما الذي يتعين فعله؟ نسقط عليهم قنبلة نووية؟". وأضاف: "إنه خيار".
"كيفية هزيمة مملكة إسماعيل"
ونُشِرَ مقطع فيديو لذلك تحت عنوان "كيفية هزيمة مملكة إسماعيل" على منصة يوتيوب في وقت متأخر من يوم الإثنين من قِبَلِ مكتب الحاخام، حيث يستخدم بعض اليهود الأرثوذكس اسم إسماعيل المذكور في الكتاب المقدس للإشارة إلى العرب، في كثير من الأحيان بشكل مهين.
وقد أثار إلياهو (الأب)، وهو شخصية بارزة على هامش الحركة القومية اليمينية المتطرفة في إسرائيل، انتقادات في السنوات القليلة الماضية بسبب مجموعة متنوعة من التصريحات والأحكام المتعلقة بالشريعة اليهودية، بما في ذلك تلك التي تحظر تأجير أو بيع العقارات المملوكة لليهود في مدينة صفد للعرب.
وقد تعرَّض الحاخام أيضاً للانتقاد؛ نظراً لهجومه على حركة الإصلاح ومجتمع الميم والنساء اللاتي يخدمن في الوحدات القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، لكنه لا يزال يمثل قوة سياسية فعالة، كما علقت الولايات المتحدة تأشيرة الحاخام في العام الماضي، رداً على تصريحاته.
"قنبلة نووية على غزة"
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني، كان ابنه، وهو عضو في حزب "عوتسما يهوديت"، اليميني المتطرف الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، يجري مقابلة إذاعية عندما سأله أحد المضيفين عما إذا كان "توقعك هو أننا سنسقط صباح الغد ما يرقى إلى قنبلة نووية على غزة بأكملها ونسويها بالأرض ونقضي على كل من هناك؟".
فأجاب إلياهو: "هذا خيار.. والخيار الآخر هو معرفة ما هو مهم بالنسبة لهم، وما يخيفهم، وما يردعهم… إنهم لا يخافون من الموت"، وبدا أيضاً أنه يدافع عن العقاب الجماعي لسكان غزة، قائلاً إنه "لا يوجد شيء اسمه مدنيون غير متورطين في غزة".
وحاول الوزير في وقت لاحق التراجع عن تأكيده، فغرَّد قائلاً: "من الواضح لجميع العقلاء أن التصريح حول القنبلة النووية مجازي".
ورداً على دعوات لإقالة إلياهو، قام نتنياهو بدلاً من ذلك بتعليق حضوره اجتماعات مجلس الوزراء إلى أجل غير مسمى، رغم أنه واصل المشاركة في التصويتات الهاتفية التي تجريها الحكومة، والتي نادراً ما تجتمع شخصياً منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو سعى في البداية إلى إقالة إلياهو، لكنه تراجع بعد أن قال بن غفير إنه لن يوافق على هذه الخطوة.
سلسلة من الفضائح
ورغم سلسلة من الفضائح والدعوات لإقالته على مر السنين، ظل شموئيل إلياهو، الحاخام الرئيسي في صفد منذ أواخر الثمانينيات، رغم فشله مرتين في انتخابه رئيساً للحاخام السفارديم في إسرائيل، وهو المنصب الذي شغله والده من عام 1983 إلى عام 1996.
وفي عام 2020، أمرت محكمة العدل العليا باتخاذ إجراءات تأديبية ضد شموئيل إلياهو لإدلائه بسلسلة من التعليقات المسيئة واتخاذه مواقف سياسية "صريحة" محظورة عليه بسبب منصبه كموظف حكومي.
وفي عام 2007، كتب الحاخام الأكبر السابق مردخاي إلياهو (جد وزير التراث) رسالة إلى رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت يقول فيها إنه يجب اعتبار جميع سكان غزة مذنبين بارتكاب الهجمات الصاروخية، وقال شموئيل إلياهو إن والده يفضل القصف الشامل لغزة بدلاً من المخاطرة بحياة الجنود.
فُسِّرَت الكثير من تعليقات شموئيل إلياهو السابقة على أنها تدعم أو تحرض على العنف ضد العرب، وفي عام 2011، دعا النائب العام آنذاك يهودا وينشتاين إلى إجراء تحقيق جنائي في تصريحات إلياهو بتهمة التحريض، ولكن بحلول عام 2012، أوقفت وزارة العدل، التي كان يرأسها آنذاك يعقوب نيمان، جميع الإجراءات بحجة عدم كفاية الأدلة.