قال مسؤولون في حزب الليكود الإسرائيلي إن الحزب تخيم عليه غمامة من "اليأس المُحكم"، وتذهب تقديراتهم إلى أن الحزب مقبل على مسارات مختلفة بعد الحرب، أحدها أن يتقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالاستقالة من منصبه.
وفق تقرير نشرته صحيفة Maariv الإسرائيلية، الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصف مسؤولون في حزب الليكود الأجواء الصعبة في الحزب الحاكم بأنها "صمت صاخب، وكآبة موحشة، وجزع بشأن ما سيحدث في اليوم التالي للحرب".
إذ لا يزال نتنياهو عاجزاً عن استعادة ثقة الناس به، ويخشى أعضاء حزب الليكود التحدث بصراحة حتى مع أصدقائهم المقربين.
مع ذلك، فإن غالبية أعضاء الحزب على يقين من أن نتنياهو لن يبقى في منصبه بعد الحرب، ولن تقتصر العواقب عليه وحده، بل إن حزب الليكود كله سيدفع ثمناً سياسياً باهظاً لما حدث في "طوفان الأقصى".
كما قال مصدر من الحزب: "غضب الناس لن ينصب على نتنياهو فحسب، بل علينا جميعاً، وعلى حزب الليكود كله، لأن الليكود كان الحزب الحاكم حين وقعت الكارثة التي حلَّت بنا".
سيناريوهات حزب الليكود بعد الحرب
بينما قالت مصادر من الحزب إن هناك عدة سيناريوهات لما قد يحدث بعد الحرب، أحدها أن يقرر نتنياهو الاستقالة من منصبه، إذا اقتنع بأنه عاجز عن استعادة مكانته لدى الناس، ولم يعد لديه مستقبل سياسي.
مع ذلك، يستبعد طائفة من كبار مسؤولي الليكود أن يقرر نتنياهو الانسحاب بمبادرةٍ منه. لكن إذا أصر نتنياهو على الاستمرار في رئاسة الحزب والحكومة، "فإن هذا المسار سيكون شديد الصعوبة، لأنه من المستبعد أن يسمح الناس باستمرار الحكومة عامين ونصف العام بعد كل ما حدث. ومن ثم فإما تُنظم انتخابات مبكرة، وإما نشهد تمرداً داخل الليكود".
جدير بالذكر أن لوائح العمل في حزب الليكود لا تسمح بالإقالة الفورية لرئيس الحزب، لكن اللجنة المركزية للحزب يمكنها أن تقرر بأغلبية الأصوات إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة على منصب الرئاسة.
حيث قال مصدر آخر: "إلى الآن، لم يصرح أحد بذلك، لكن إذا حاول نتنياهو التنصل مما حدث، فغالب الظن أن يتمرد عليه فصيل معتبر من الحزب، وأن يمتنع هؤلاء عن التصويت لما يريده نتنياهو في الكنيست، وألا ينصاعوا لقواعد الانضباط الحزبي. وهذا المسار سيؤدي إما إلى انتخابات جديدة داخل الحزب، وإما إلى الترويج لانتخابات مبكرة في الكنيست".
مع ذلك، فإن هناك أعضاء في الحزب، منهم نواب في الكنيست ووزراء، يعتقدون أنه إذا انتهت الحرب بانتصارٍ مقنع لإسرائيل، فإن نتنياهو يستطيع استعادة التأييد لدى الناس وبين أعضاء الحزب، واسترداد المقاعد التي خسرها بعد نكبة السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
قال مصدر من الحزب: "هناك نواب في الكنيست ووزراء من الليكود، يذهبون إلى الجنازات، ومراسم التعزية، ويُخاطرون بالتعرض للإساءة، والمنع من الحضور في بعض الأحيان"، فهم يدركون السخط الذي يهيمن على الناس، ولا يخدعون أنفسهم بشأن ما سيحدث بعد انتهاء الحرب.
في المقابل، لا يزال بعض نواب الحزب يعيشون في عالم آخر، ويزعمون أن الحرب ستنتهي بانتصار ساحق، وأن نتنياهو سيستعيد كل شيء قد خسره هو والحزب.
في الوقت نفسه، تشير مصادر إلى أن كل من يرى نفسه مرشحاً جديراً بقيادة الليكود، يتمسك بالصمت ومراقبة ما يحدث، لأنهم يتوقعون أن معركة الصراع على خلافة نتنياهو وشيكة، وأن من يبادر بالحديث عن الأمر والعمل من أجله مبكراً، قد يخسر المعركة قبل أن تبدأ.
حسب صحيفة "معاريف"، يفضل بعض أعضاء الحزب عدم التصريح بمعارضة نتنياهو، "لأنه هو من يقود الحرب. ولهذا السبب ينبغي مناصرته، وعدم السماح بإضعافِه من الداخل بالحديث السياسي عن معارضته، وانتهاء مسيرته السياسية، لأن تقويته أثناء القتال أمر في مصلحتنا جميعاً. لكنهم يدركون أن ما يختمر الآن تدريجياً وراء الكواليس، من غضبٍ وفقدان للدعمِ الشعبي والسياسي، كل هذا سينفجر في وجهه بعد الحرب".