أظهر استطلاع رأي في صحيفة معاريف الإسرائيلية، الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن ما يصل إلى 80% من الإسرائيليين يعتقدون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا بد أن يتحمل المسؤولية عن الإخفاق الأمني الذي كشفه هجوم حركة حماس الكاسح في 7 أكتوبر/تشرين الأول على قوات الاحتلال.
واعترف رئيس أركان الجيش ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) جميعاً بأن أجهزتهم فشلت في منع الهجوم الذي أودى بحياة نحو 1400 إسرائيلي.
حيث قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الشريك في ائتلاف حكومة نتنياهو أيضاً إن قيادة الحكومة والقيادة الأمنية "فشلتا في حماية إسرائيل"، لكن رئيس الوزراء نفسه لم يصدر بياناً واضحاً بعد يعلن فيه مسؤوليته.
وحتى من بين ناخبي حزب الليكود الحاكم المنتمي إليه نتنياهو، قال 69% إن رئيس الوزراء عليه تحمل المسؤولية.
في الوقت ذاته، أظهر المسح أن نتنياهو متأخر كثيراً خلف وزير الدفاع السابق بيني غانتس، وهو رئيس حزب المعارضة المنتمي إلى الوسط، والذي انضم إلى حكومة وحدة الأسبوع الماضي.
وذكر المسح أن 48% من المشاركين يعتقدون أن غانتس سيكون رئيساً أفضل للوزراء، مقارنة بنسبة 28% فقط في صالح نتنياهو.
كما أشار الاستطلاع إلى أن 65% من الإسرائيليين يدعمون تنفيذ قوات الاحتلال الهجوم البري المتوقع في غزة.
وذكرت معاريف أن استطلاع الرأي أُجري في 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وشمل 510 مشاركين، وأن به هامش خطأ نسبته 4.3%.
"العدوان على غزة أضرّ بنتنياهو"
يُذكر أن استطلاعات رأي أشارت إلى أن الإسرائيليين انقلبوا على حكومتهم ولم يلتفوا حول "قائدهم" بنيامين نتنياهو، عقب بدء معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" رداً على عدوان الاحتلال السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق مجلة The Economist البريطانية.
وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو لم يحظَ بفرصة عادة ما يحصل عليها "القادة الديمقراطيون من زيادة التأييد الشعبي عقب بداية الحروب أو أزمات الأمن القومي"، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، ارتفعت نسبة تأييده من 51% إلى 90% عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
في 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أصدر كاميل فوكس، عالم الإحصاء في جامعة تل أبيب، استطلاع رأي شمل 620 يهودياً إسرائيلياً، قال فيه 95% من المشاركين إن هجوم حماس أثبت فشل حكومة نتنياهو، وحتى بين من صوّتوا لأحزاب في ائتلافه اليميني، بلغت هذه النسبة 93%.
وبنسبة مشابهة تقريباً، قال المشاركون في الاستطلاع إن فشل السلطات هذه المرة أخطر من فشلها في بداية حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، حين لم تتوقع إسرائيل هجمات مفاجئة منسقة من مصر وسوريا.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"؛ رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
بينما أطلق جيش الاحتلال عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.