نقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرية، قولها إن القاهرة تناقش مع الولايات خططاً لإيصال المساعدات إلى غزة عبر حدودها، في ظل وقف محدود لإطلاق النار الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما إن المساعدات ستمر عبر معبر رفح الحدودي بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، وفق رويترز.
والأربعاء، نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول مصري -لم يسمّه، أن "إسرائيل رفضت حتى الآن جهود مصر للتوسط في أي نوع من التهدئة"، موضحاً أن إسرائيل "تريد توجيه ضربة قاضية لحماس قبل التفكير في فكرة وقف إطلاق النار".
محادثات مصرية أمريكية
وأمس الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل ومصر، بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غزة، بعد الضربات الجوية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
إذ قال سوليفان للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "نركز على هذه المسألة، وهناك مشاورات جارية"، وأضاف: "لكن تفاصيلها محل نقاش بين الوكالات التنفيذية، ولا أريد أن أعلن الكثير بشأنها علناً في الوقت الراهن".
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إسرائيل هددت مصر بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات تحاول الدخول إلى غزة من معبر رفح، وذلك بعد أن قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد قصف بوابة معبر رفح البري الحدودي مع مصر.
إذ ذكر متحدث الوزارة الفلسطينية إياد البزم، في بيان، أن "طائرات الاحتلال أعادت قصف بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري بعد إصلاحها الإثنين؛ ما يمنع مغادرة ووصول المسافرين".
"حصار شامل" على غزة
يأتي هذا بعد أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في وقت سابقٍ الإثنين، بفرض "حصار شامل" على قطاع غزة، وأضاف خلال اجتماع تقييم في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال: "نفرض حصاراً كاملاً على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقاً لذلك"، وفق تعبيره.
فيما وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنها "مقززة"، مشيرة إلى أن "حرمان السكان في أراضٍ محتلة من الغذاء والكهرباء عقاب جماعي وجريمة حرب".
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة أطلقت، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.