أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأمريكية الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، أن السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه "إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي في القضية الفلسطينية". كما أكد موقف بلاده الداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها ووضع حد للحرب فيها.
وحول المسألة السورية، أوضح الرئيس التركي أن "أكبر تهديد لسلامة الأراضي السورية ووحدتها السياسية هو الدعم العلني المقدم للمنظمات الإرهابية المتحكم بها قوى خارجية لديها أجندات في هذا البلد".
أردوغان يتحدث عن الأزمة السورية
أردوغان قال: "لا يحق للدول التي تواصل العمل مع التنظيمات الإرهابية من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة أن تشتكي من الإرهاب ومشكلاته". وأعرب عن استنكاره سياسات بعض الدول "التي تستخدم التنظيمات الإرهابية كغطاء لمصالحها".
وقال: "ضقنا ذرعاً بنفاق من يستخدمون داعش وأمثاله غطاءً لتحقيق مصالحهم في الشرق الأوسط بما فيه سوريا والعراق وفي شمال أفريقيا ومنطقة الساحل".
كذلك أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن مجلس الأمن الدولي لم يعد ضمانة للأمن العالمي. وقال أردوغان في هذا السياق: "مجلس الأمن الدولي لم يعد ضمانة للأمن العالمي وبات ساحة تصادم للاستراتيجيات السياسية للدول الخمس دائمة العضوية".
وأضاف: "ينبغي علينا بناء هيكل لإدارة عالمية قادرة على تمثيل جميع الأعراق والمعتقدات والثقافات في العالم". وأردف: "علينا إعادة هيكلة المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن والسلام والرفاهية في العالم بسرعة، تحت قيادة الأمم المتحدة".
تركيا تدعم أذربيجان
في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تدعم خطوات أذربيجان للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، وذلك بعد أن شنت باكو عملية عسكرية في إقليم ناجورنو قره باغ الانفصالي. وأضاف أردوغان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الإقليم جزء من أراضي أذربيجان وأن فرض وضع آخر للإقليم غير مقبول.
في سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مبادرة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منعت "أزمة جوع" عالمية، لكنه حذر من أزمة جديدة جراء عدم تنفيذ المبادرة.. أردوغان قال كذلك إن: "الفشل في تنفيذ اتفاقية الحبوب بكامل عناصرها دفع العالم لأزمة جديدة"، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
تركيا تدعم السوريين
وعلى صعيد الملف السوري، أكد أردوغان ضرورة وضع حد للحرب في البلاد من خلال "حل عادل وشامل يلبي توقعات الشعب السوري".
وأضاف أردوغان أن تركيا "لن تترك أربعة ملايين سوري يعيشون ظروفاً صعبة في الأجزاء الشمالية لبلادهم، ويواجهون مصيرهم وحدهم". واعتبر الرئيس التركي أيضاً أن بلاده "هي الدولة الوحيدة التي تتبنى مواقف مبدئية حيال وحدة أراضي سوريا وسيادتها".
واستطرد: "أطلقنا العديد من المبادرات لضمان الاستقرار والسلام حول العالم"، مضيفاً: "منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية حرصنا على ضمان استمرار الطرفين على طاولة المفاوضات للوصول إلى السلام".
استمرار الوساطة في أوكرانيا
في حين شدد الرئيس التركي على استمرار بلاده في الوساطة بأوكرانيا قائلاً: "سنكثف جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
وحول تغير المناخ قال أردوغان إن "تغير المناخ والتحديات المرتبطة به أصبحت واقع نعيشه، فليبيا تعرضت لدمار واسع النطاق وخسارة في الأرواح بسبب الإعصار والفيضانات".
وتحدث الرئيس التركي عن علاقة بلاده بمصر قائلاً: "علاقاتنا بمصر شابها بعض التوتر في وقت ما،ـ ولكننا نعمِّقها الآن بفضل المصالح المشتركة".
وحول أزمات المنطقة، أعرب الرئيس التركي عن أمله بـ"تسوية المشكلة في اليمن إلى الأبد"، كما دعا إلى "إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 لتنعم فلسطين وإسرائيل بالسلام".
وعبر الرئيس التركي عن ترحيبه بـ"عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين"، مطالباً دول العالم بـ"تقديم الدعم للاتحاد الأفريقي لمواجهة أزماته".
في حين طالب الرئيس التركي المجتمع الدولي بـ"الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية وتأسيس علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية معها". وقال بخصوص اتفاقيات الغاز في منطقة شرق المتوسط: "لا نطمع بحقوق أحد، ولا نسمح لأي كان بتجاهل حقوقنا".
وأكد الرئيس التركي في كلمته وقوف بلاده إلى جانب ليبيا بعد الفيضانات التي تسببت بها عاصفة دانيال وقال: "تركيا ستقف دوماً مع الشعوب ولن نترك إخواننا في ليبيا في هذه الأوقات العصيبة"، متمنياً في الوقت نفسه "تعافي المغرب بعد الزلزال المدمر".