استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال إثر تبادل إطلاق نار بالأغوار.. وإصابة جندي إسرائيلي بجروح

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/05 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/05 الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش
جنديان إسرائيليان قرب جنين بشمال الضفة الغربية أثناء العملية العسكرية التي استهدفت المدينة/الأناضول

استُشهد مواطن فلسطيني، الثلاثاء، 5 سبتمبر/أيلول 2023، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة الأغوار في الضفة الغربية، إثر تبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابة شرطي إسرائيلي.

وقال جيش الاحتلال في بيان إنه أطلق النار على الفلسطيني "بعد ورود أنباء عن وقوع حادث إطلاق نار في الأغوار"، وأفاد البيان: "وردت أنباء عن إطلاق نار في منطقة الأغوار، وتم تحييد المنفذ"، دون مزيد من التفاصيل.

في السياق، كشفت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، أن شرطياً من حرس الحدود "أُصيب بجروح طفيفة، نتيجة إطلاق النار عليه". 

كانت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، قالت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إن إطلاق النار في الأغوار أسفر عن "إصابة إسرائيلية بجروح طفيفة". 

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أبلغت من قبل هيئة الشؤون المدنية، وهي جهة التواصل الرسمية مع إسرائيل، باستشهاد فلسطيني قرب الأغوار.

أضافت في بيان مقتضب أن "الهيئة العامة للشؤون المدنية تبلغ وزارة الصحة باستشهاد مواطن برصاص الاحتلال، قرب الأغوار"، دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.

في حين أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية وزارةَ الصحة أن منفذ عملية الأغوار هو الفتى محمد يوسف إسماعيل زبيدات.

اعتقال أفراد من عائلة منفذ العملية

من جانب آخر، ذكرت وكالة "شهاب" الفلسطينية أن قوات الاحتلال أغلقت، الثلاثاء، حاجزي تياسير والحمرا العسكريين في الأغوار الشمالية، من الاتجاهات كافة، ونقلت عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجزين، ومنعت المواطنين من المرور عبرهما، ما تسبب بأزمة خانقة.

وأورد ناشطون ومنصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمنطقة تنفيذ العملية، وأخرى توثق لحظة اعتقال والد الشاب الفلسطيني منفذ العملية وأفراداً من عائلته.

ومنذ شهور تشهد الضفة الغربية حالة تصعيد شديد جراء اقتحامات الاحتلال للمدن والبلدات الفلسطينية، فضلاً عن اعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.​​​​​​​​​​​​​​

تصعيد خطير

تأتي عملية اليوم بعد حالة من الغضب في الداخل الفلسطيني إثر ما كشفت عنه تقارير عبرية من قيام مجموعة من الجنود والمجندات في جيش الاحتلال بإجبار 5 فلسطينيات من الخليل على التعري، خلال اقتحام منزل عائلتهن في شهر يوليو/تموز 2023.

وأمس الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوثق اشتعال النيران في آلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وهروب الجنود منها، بعد استهدافها بالزجاجات الحارقة في مخيم العروب، شمال مدينة الخليل، رداً على الاعتداء على الفلسطينيات في القدس والخليل.

وأدانت بدورها حركة حماس ما كشفت عنه التقارير العبرية، وقالت إن "انتهاك حرمات بيوت الفلسطينيين في مدينة الخليل، وكشف سِتر النساء تحت تهديد السلاح والكلاب البوليسية؛ يؤكّدان أننا أمام كيان مارق عن كل الأعراف والقيم الإنسانية، متجرِّد من الالتزام بأيٍّ من القوانين الدولية التي تحمي الشعوب الواقعة تحت الاحتلال".

وأكدت حماس أن هذه الجريمة تصعيد خطير "لن يتجاوزه شعبنا الفلسطيني ومقاومته وقواه الحيّة"، وأضافت أن كل هذه الجرائم والانتهاكات التي يمارسها هذا الاحتلال ضد الفلسطينيين بهدف إرهابه وترويعه، وإثنائه عن المضيّ في طريق المقاومة؛ ستسقط أمام صموده وإصراره، وضربات مقاوميه الأبطال.

إجبار فلسطينيات على التعري في الضفة

كانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت في تحقيق نشرته يوم الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، أن مجندتين ملثمتين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كانتا تحملان السلاح ويرافقهما كلب مدرب على الهجوم، أجبرتا خمس نساء فلسطينيات في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، على خلع ملابسهن بالكامل، كل واحدة على حدة، والتجول أمامهما عاريات.

الصحيفة التقت النساء وأفراداً من العائلة الفلسطينية، وأضافت نقلاً عن النساء، وهن سيدة وابنتها وثلاث من زوجات أبنائها، أن الجنديتين هددتا النساء بإطلاق الكلب لمهاجمتهن في حال عدم انصياعهن لطلبهما، فيما كان جنود في جيش الاحتلال يجرون تفتيشاً جسدياً للرجال من دون أن يجبروهم على خلع ملابسهم.

أردفت الصحيفة الإسرائيلية أن هذه الواقعة حدثت أثناء قيام جنود الاحتلال بمداهمة بناية لعائلة فلسطينية، "في أعقاب معلومات استخباراتية بوجود أسلحة فيها"، وذلك في العاشر من يوليو/تموز 2023. وتؤوي البناية 26 شخصاً من العائلة نفسها موزعين على ثلاثة بيوت متلاصقة، 15 منهم أطفال ومراهقون تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاماً.

أوضحت "هآرتس" أن المداهمة وقعت في تمام الساعة الـ1:30 بعد منتصف الليل بمشاركة نحو 50 جندياً إسرائيلياً، بحسب تقديرات أفراد العائلة، يرافقهم كلبان على الأقل. وانتشر نحو نصف الجنود داخل البيوت وتجوّلوا فيها، بعد أن أيقظوا أصحابها بأضواء الكشافات التي حملوها في أيديهم، وطرقوا الأبواب وهددوا بتحطيمها.

"أجبرن على خلع ملابسهن بالكامل أمام الصغار"

أفراد من الأسرة تحدثوا للصحيفة، وقالوا: "كان معظم الجنود ملثمين ولم تظهر سوى أعينهم. وكان وجه أحدهم، الذي بدا أنه الضابط المسؤول ظاهراً، يرتدي بنطالاً عسكرياً وقميصاً (عادياً) بأكمام قصيرة". وقالت النساء للصحيفة إنهن أدخلن الواحدة تلو الأخرى إلى غرفة أطفال، وأجبرن على خلع ملابسهن بالكامل أمام الصغار الذين استيقظوا من نومهم.

ووصفت إحدى النساء أن المجندتين قربتا الكلب الضخم والشرس منها حتى لامس جسدها خلال مطالبتها بخلع ملابسها، فيما كان الأطفال يصرخون من شدة الخوف، كما رأوها تنصاع لأوامر المجندتين، والتجول أمامهما وأمامهم من دون ملابس وهم يرتجفون.

كما احتجز الجنود جميع أفراد العائلة في غرفتين إحداهما للرجال والأخرى للنساء والأطفال، بينما كان عدد من الجنود عند الأبواب ومنعوهم من إصدار أي صوت.

واكتشف أفراد العائلة، فور خروج الجنود، بحسب ما نقلته الصحيفة عنهم، "اختفاء كيس يحتوي على مجوهرات من ذهب، كان قد اشتراها الابن الأصغر من أجل زواجه القريب، وتبلغ قيمتها نحو 40 ألف شيكل (نحو 11 ألف دولار)".

تحميل المزيد