اعتبرت وسائل إعلام عالمية نتائج الجولة الخليجية التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمثابة "نجاح حقيقي" له ولفريقه، الذي استطاع بـ"احترافية"، تعزيز الثقة بالاقتصاد التركي والاستثمار فيه، حسبما رصد تقرير لـ"الأناضول".
وبدأ أردوغان، الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، جولة شملت السعودية وقطر والإمارات وانتهت أمس الأربعاء، وهي أول زيارة له إلى دول عربية منذ إعادة انتخابه رئيساً لتركيا في مايو/أيار الماضي.
بدورها، نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" عن ثيموثي آش، محلل الأسواق الناشئة بشركة "بلوباي" البريطانية لإدارة الأصول، قوله إن الصفقات التي عُقدت خلال الجولة بمثابة "إرساء لعلاقة استراتيجية جديدة بين تركيا ودول الخليج".
ووصف آش مآلات الزيارة بأنها "نجاح حقيقي لأردوغان وفريقه"، موضحاً أن الالتزامات الاقتصادية التي تعهدت بها دول الخليج "يمكن أن تساعد أنقرة في بداية فترة من الإصلاح الاقتصادي".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن الصفقات تشير إلى تعميق العلاقات بين القوى الإقليمية التي أمضت معظم العقد الماضي في خلافات.
وتحدثت الصحيفة عن دور الفريق الاقتصادي الجديد الذي عيَّنه أردوغان عقب إعادة انتخابه، في مسار التوصل إلى هذه الصفقات، وكتبت: "عادت حكومته إلى سياسات اقتصادية أكثر تقليدية بعد أن تم إلقاء اللوم على إدارة أردوغان للاقتصاد بدفع الليرة إلى مستويات انخفاض قياسي مقابل الدولار".
صفقات مربحة
من جهته، ركز موقع "صوت أمريكا" (حكومي) على تحسن مستوى العلاقات بشكل واضح بين أنقرة وأبوظبي، والذي تُوِّج بتأمين استثمارات إماراتية في تركيا من خلال توقيع اتفاقيات تزيد قيمتها على 50 مليار دولار، في مجالات الاستثمار والاقتصاد والصناعة والدفاع والقانون والقضاء والطاقة المتجددة والصناعات الفضائية.
وأكد الموقع أن أردوغان تمكن فعلاً من "توقيع صفقات مربحة لتعزيز الاقتصاد التركي"، مشيراً إلى توقيع السعودية صفقة أخرى "مربحة وضخمة" مع شركة الصناعات الدفاعية التركية "بايكار"، دون الكشف عن قيمتها.
كان وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، أعلن توقيع عقدين لشراء طائرات مسيرة تركية، إضافة إلى "خطة تنفيذية للتعاون الدفاعي" بين البلدين.
تركيا.. قوة صناعية إقليمية
ووصلت أصداء جولة أردوغان الخليجية إلى اليابان، حيث خصصت وكالة الأنباء اليابانية "نيكاي" الخميس 20 يوليو/تموز، تقريراً مفصلاً عن نتائج الزيارة، وأبرزت الصفقات التركية الإماراتية.
واعتبرت الوكالة اليابانية أن حجم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم دفعة كبيرة للاقتصاد التركي الذي يواجه ضغوطاً إضافية منذ الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب البلاد في فبراير/شباط الماضي.
كما أشارت إلى سعى الإمارات أيضاً للحصول على طائرات بدون طيار مسلحة، والتوصل إلى اتفاقيات إنتاج محلية مع تركيا في المجال الدفاعي، على غرار الاتفاقات التي عُقدت مع الرياض خلال الجولة.
وكتبت الوكالة: "بينما تسعى أنقرة للحصول على التمويل والاستثمار من دول الخليج الغنية بالطاقة، تأمل الأنظمة الخليجية أن تساعدها تركيا- باعتبارها قوة صناعية إقليمية- في تنويع اقتصاداتها بما يتجاوز قطاع الطاقة".
وعلى هذا النحو، نوهت "نيكاي" إلى تقديم أردوغان سيارات من أول علامة تجارية محلية للسيارات الكهربائية في تركيا "توغ-Togg" إلى قادة دول الخليج الثلاث.
اهتمام باكستاني
من جهتها، وصفت قناة "جيو نيوز" الباكستانية جولة الرئيس التركي الخليجية بأنها "نقطة تحول مهمة" في الآفاق الاقتصادية لتركيا.
وقالت القناة إن الاتفاقيات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، تُظهر الثقة المتزايدة، والالتزام من دول الخليج بالاستثمار في تركيا.
أضافت: "لا توفر هذه الشراكات دعماً مالياً حاسماً فحسب، بل تمهد الطريق أيضاً لعلاقات دبلوماسية أكثر ثقة، وتعاون أوسع في مختلف القطاعات".
واختتمت القناة بتأكيد أن الرئيس التركي لا يزال عازماً على تعزيز مكانة بلاده الاقتصادية من خلال الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات الدولية.