كشفت صحفية مقربة من المعارضة كواليس مما شهده مقر حزب الشعب الجمهوري ليلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأحد 14 مايو/أيار 2023، وكذلك السبب الرئيسي خلف إعلان المعارضة فوز مرشحها كمال كليجدار أوغلو وتكذيب البيانات الرسمية التي كانت تعرضها وكالة الأناضول نقلاً عن هيئة الانتخابات التركية.
بحسب الصحفية أوزليم غورسيس، المعروفة بقربها من حزب الشعب الجمهوري، فإن الحزب المعارض الأكبر في تركيا لا يمكنه إنشاء شبكة موثوقة لإعلام الناخبين، وأن البيانات تدفقت للمركز من أربعة أماكن مختلفة؛ مما تسبَّب في اختلاط هذه البيانات مع بعضها، بحسب ما ذكرت صحيفة Aksam التركية نقلاً عن مقابلة أجرتها الصحفية مع قناة Tele 1 التركية.
وصفت غورسيس الحالة هناك في ليلة الانتخابات: "دبَّ هذا الارتباك حين بدأت مثل هذه البيانات المختلفة في التدفق، لم يكن معروفاً أي هذه البيانات صحيح. ونظراً إلى أنها بدأت جميعاً تختلف عن بعضها، فقد أصبح الجميع مرتبكين بشأن ما إذا كانت هذه البيانات أو تلك موثوقة".
بحسب غورسيس، فقد كان أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول ومنصور يافاش عمدة أنقرة منفعلَين ومرتبكَين وغاضبَين ومحبَطين.
ومع اقتراب نسب الفرز من وصول حدها الأعلى نحو 100% كانت الصورة واضحة بحيث لا تقبل التشكيك، وهو ما وضع المعارضة في موقف صعب جداً.
المعارضة أعلنت انتصارها
في الساعات الأولى من فرز الأصوات، صدرت تصريحات متتابعة من قيادات المعارضة التركية شككت فيها بالنتائج الأولية للانتخابات التركية، وأعلنت فوز مرشحها كمال كليجدار أوغلو.
وبعد إغلاق الصناديق بفترة قصيرة، خرج القياديان في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، في مؤتمرين صحفيين شككا فيهما بالنتائج التي تنشرها وسائل الإعلام الرسمية، قائلين إن مصادرهما تقول غير ذلك.
وقال إمام أوغلو: "وكالة الأناضول دخلت في حالة غيبوبة في انتخابات 2019، ولم تستطع الخروج منها، وسمعتها تحت الصفر. نريد ألا يثق مواطنونا بها، فنحن لا نثق بها".
فيما خرج المرشح المعارض الرئيسي، كمال كليجدار أوغلو، في تغريدة قال فيها "نتقدم".
رئيسة الحزب "الجيد" المعارض مرال أكشينار قالت في تصريح لها: "حالياً نعيش من جديد ليلة انتخابات مليئة بالتضليل، لكن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، شاهدنا هذا الفيلم مسبقاً، وعليه فإننا سنبقى وراء كل الأصوات التي منحتنا إياها أمتنا، سنبقى حتى الصباح".
كما أضافت: "لا تقلقوا، كل شيء على ما يرام، نحن نفوز".
فيما قال رئيس حزب السعادة، تيميل كراميلا أوغلو: "إنهم يحاولون أن يُظهروا مرة أخرى السيناريوهات القديمة التي نشاهدها في كل انتخابات".
كما أضاف: "أتمنى أن ترقد أمتنا في سلام! سنكمل هذه العملية الصعبة دون الانشغال بألعاب الإدراك والتلاعب، ما دمنا نعتني بصناديق الاقتراع، صدقوني، التغيير قريب!".
من جانبه، رفض المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جيليك، تلك التصريحات التي شككت بنتائج الانتخابات.
كان الأتراك قد عاشوا يوماً طويلاً، بدأ الأحد 14 مايو/أيار، منذ بدء التصويت في الساعة 8 صباحاً بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحاً بتوقيت غرينتش) في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأهم على الإطلاق في تاريخ تركيا الحديث، ثم بدأت عملية فرز الأصوات، وأعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أحمد ينار، أن أردوغان فاز بالمرتبة الأولى بنسبة 49.51%، تلاه في المركز الثاني كليجدار أوغلو الذي حصل على 44.88%، ليصعد معه إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، المقررة في 28 مايو/أيار الجاري.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ رئاسيات تركيا التي يتأجل الحسم فيها إلى جولة الإعادة، ففي انتخابات 2014، فاز أردوغان بـ51.79%، وفي 2018 رفع نسبة التصويت لصالحه بنسبة 52.38%، ليحسم الأمور من الجولة الأولى.