أطلقت عشرات المؤسسات والمنظمات العربية من داخل وخارج تركيا ونخبة من المؤثرين والنخب المجتمعية الفاعلة ومؤسسات وفرق تطوعية، ووسائل إعلام مختلفة، السبت 11 مارس/آذار 2023، حملة لدعم المتضريين من زلزال تركيا وسوريا، واستيعابهم اقتصادياً، ومن ثم إعادة دمجهم في السوق من جديد لبدء حياة جديدة.
في بيان وصل "عربي بوست" نسخة منه، قالت هذه المؤسسات التي بلغ عددها 54 مؤسسة ومنظمة وفرق تطوعية ونخب سياسية واجتماعية إن المبادرة الجديدة تأتي تحت عنوان "مبادرة موقف"، وهي أكبر مبادرة تنموية عربية في تركيا جاءت استجابة لتداعيات الزلزال وتسعى إلى تنسيق وتوحيد جهود المؤسسات من أجل تمكين المتضررين من الزلزال اقتصادياً داخل تركيا وإعادة دمجهم في السوق لبدء حياة جديدة.
مبادرة "موقف" لدعم المنكوبين من زلزال تركيا
تأتي المبادرة كاستجابة عاجلة ومهمة لمئات الآلاف من الناس الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب الزلزال المدمر وإعادة دمجهم في السوق ولفتح قنوات التشبيك بينهم وبين الشركات والخبراء.
وحسب البيان، تهدف المبادرة إلى دعم وتأهيل وتشبيك المنكوبين في السوق وحل مشكلاتهم الاقتصادية، وذلك من خلال إسناد ودعم سبعة مسارات للحل اعتمدتها المؤسسات الشريكة لإعادة دمجهم في سوق العمل وأبرزها تصميم وتنفيذ برامج تأهيل مهني للناجين من الزلزال وتشبيكهم مع الشركات ومنصات العمل الحر وتوفير مساحات عمل مجانية مؤقتة وتوفير أدوات عمل لهم وإطلاق برامج دعم المشاريع الصغيرة.
يشارك في الحملة 54 مؤسسة وشركة ومنظمة عربية من داخل وخارج تركيا ونخبة من المؤثرين والنخب المجتمعية الفاعلة ومؤسسات وفرق تطوعية ووسائل الإعلام.
في سياق متصل، قال مالك ياسين إيباك، المنسق الإعلامي في قسم اللغة العربية في هيئة الإغاثة الإنسانية IHH في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن هناك سبعة آلاف عامل ومتطوع يعملون الآن تحت إمرة هيئة الإغاثة التركية في المناطق المنكوبة من أجل إرسال وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين من المواطنين.
كذلك قال في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن هناك حالياً 55 سيارة تعمل في المنطقة وتقوم الهيئة التركية بتوزيع الأطعمة الساخنة يومياً على المواطنين. وكشف أنه السبت 11 مارس/آذار 2023 وزعت الهيئة التركية للإغاثة مليوني وجبة ساخنة في كافة المناطق المنكوبة، وكذلك توزع الهيئة حفاظات الأطفال للعائلات المحتاجة، فضلاً عن توزيع الخبز على المواطنين والبطاطين وفرش المنازل.
كشف كذلك أن المدن التركية تضامنت مع المناطق المنكوبة، وقد وصل إلى المحافظات التي ضربها الزلزال حتى الآن ما يقارب الألف شاحنة، التي تضم تبرعات عينية لكل المواطنين الموجودين في مناطق الزلزال.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، تسجيل وفاة 47 ألفاً و932 شخصاً من ضحايا كارثة زلزال كهرمان مرعش، لدى دائرة النفوس، بينهم 6 آلاف و265 أجنبياً.
جاء ذلك خلال تصريحات الجمعة، إثر مشاركته في اجتماع بمركز التنسيق المعني بالكوارث في ولاية ملاطية.
أشار إلى أن العمل لا يزال جارياً لتحديد هويات 1619 شخصاً توفوا في الكارثة، حيث تم أخذ عينات من حمضهم النووي وبصماتهم.
جدير بالذكر أنه وفي 6 فبراير/شباط 2023 ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزلان عنيفان بلغت قوتهما 7.7 و7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة؛ ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّفا دماراً مادياً هائلاً.
استثمارات أوروبية في مناطق الزلزال
في سياق موازٍ، ومن مظاهر الدعم لمنكوبي الزلزال، قرر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "EBRD"، القيام باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار يورو في المناطق التي ضربها الزلزال، جنوبي تركيا.
قال البنك في بيان، إنه قرر القيام بإجمالي استثمارات قيمتها 1.5 مليار يورو من أجل إعادة إعمار المنطقة، ودعم القطاع الخاص فيها. وأضاف البيان أن البنك يخطط لأن تتضمن حزمة الاستثمارات تمويل مشاريع البنية التحتية وتقديم قروض لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.بحسب البيان، أكد رئيس فرع البنك في تركيا أرفيد تويركنر، أن هذا الزلزال يعد الأكثر دماراً في تركيا وأوروبا خلال القرن الأخير. وأعرب عن استعداد البنك للمساهمة في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.