ارتفعت حصيلة الشهداء في جنين، شمالي الضفة الغربية، إلى 9 بينهم سيدة مُسنة، فضلاً عن عشرات الجرحى، إثر عملية عسكرية "واسعة" لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 4 ساعات؛ ما تسبب باندلاع اشتباكات بينها وبين عشرات الفلسطينيين ودمار كبير في المباني والممتلكات، صباح الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان صحفي: "الوضع في مخيم جنين حرج للغاية، تبلغنا من الهلال الأحمر بوجود إصابات عديدة يصعب إنقاذها وإجلاؤها حتى الآن"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
منع فرق الإسعاف
في الوقت ذاته، أكدت الكيلة أن الاحتلال الإسرائيلي أعاق دخول مركبات الإسعاف إلى داخل مخيم جنين لإنقاذ الجرحى، حيث تمنع قوات الاحتلال فرق الإسعاف من الوصول إلى المصابين أو دخول المخيم، في حين قطعت التيار الكهربائي عن المخيم.
في حين كشف تقرير للأناضول، نقلاً عن سكان في جنين، أن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مُسيّرة، ومركبات مصفحة؛ مما خلف دماراً في البنية التحتية للمخيم، ودُمرت مبانٍ ومركبات.
ويبدو الدمار في كل مرافق المخيم، وشوهد عدد كبير من المركبات المدمرة في المخيم.
من جانبه، يقول عاصم مسلم، (أحد سكان المخيم)، للأناضول: "المشهد في المخيم يعيدنا إلى العام 2002، حيث تعرض المخيم لعملية عسكرية واسعة أسفرت عن هدم غالبية منازله:. مضيفاً: "على مدار 4 ساعات أصوات الرصاص والتفجيرات لم تتوقف، المخيم شهد معركة حقيقية".
وفي أبريل/نيسان 2002 اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم جنين خلال عملية "الدرع الواقي"، وقتل 52 من سكانه، وفق تقرير للأمم المتحدة في حينه.
قصف عنيف
بدورها، تقول زاهدة السولمي (شاهدة عيان)، للأناضول: "في تمام الساعة السابعة، استفقنا على وجود قوة خاصة وصلت الى المخيم عبر مركبة ثلاجة نقل ألبان، وحاصرت منزلنا"، وأضافت: "القوة الإسرائيلية فتحت النار على المنزل، وأطلقت عدة صواريخ تجاهه".
السيدة التي وقفت مصدومة أمام منزلها إثر تعرضه للدمار الكامل، تقول إن "الطواقم الطبية انتشلت 4 جثامين من داخل المنزل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية".
وقال شهود عيان آخرون للأناضول إنهم شاهدوا جرافة عسكرية إسرائيلية تدهس بدمٍ باردٍ مركبة فلسطينية كان بداخلها مصاب.
اعتداء على مستشفى جنين
في سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن عشرات المرضى أصيبوا في مستشفى جنين الحكومي بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، الخميس، بينهم أطفال، خلال اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى.
وأفادت وزارة الصحة بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على مستشفى جنين الحكومي؛ ما أدى لإصابة عشرات المرضى بالاختناق.
وأفادت الوزارة أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكلٍ متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى؛ ما أدى لإصابة أطفال بحالات اختناق.
مجزرة في جنين
بدوره، اتهم كمال أبو الرب، نائب محافظ جنين، السلطات الإسرائيلية بارتكاب مجزرة في مخيم جنين، وقال للأناضول: "ما حدث في جنين عبارة عن مجزرة رسمية، واجتياح هو الأكبر منذ العام 2002".
أضاف: "المشهد شبيه للدمار الذي خلفته المجازر الإسرائيلية في العام 1948 إبان النكبة"، لافتاً إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى للقضاء على المقاومة الفلسطينية في جنين ومخيمها، لم يسلم من هذا العدوان البشر والحجر والممتلكات، وحتى الأطفال".
وقال: "القوات تتعمد القتل لا تريد أن تعتقل، فهي تطلق النار بشكل عشوائي، وتستخدم القنابل والقذائف".
ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى.