كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس 11 أغسطس/آب 2022، أنه أجرى محادثة قصيرة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالعاصمة الصربية بلغراد.
وأضاف الوزير التركي، على هامش اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك المنعقد بالعاصمة التركية أنقرة، أنه أكد خلال اللقاء أن "السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق المصالحة بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذه الخطوات".
المصالحة بين النظام والمعارضة
كما شدد على ضرورة وجوب تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، مبيناً أنه لن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك.
وأضاف: "يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف".
وحول احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، قال تشاووش أوغلو: "هدفنا من العمليات العسكرية داخل سوريا هو مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أراضينا وتسعى لتحقيق أجنداتها الانفصالية داخل هذا البلد".
كما أشار إلى أن أنقرة "تواصل كفاحها ضد الإرهاب داخل الأراضي السورية من جهة، وتعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة عبر جهودها الدبلوماسية في مسار أستانا".
وتابع: "لقد مرت 11 عاماً على الحرب الداخلية في سوريا ومات وتهجّر كثيرون، يجب أن يعود هؤلاء الذين اضطروا إلى ترك ديارهم إلى وطنهم وضمنهم المقيمون في تركيا، ولأجل ذلك نسعى لتحقيق سلام دائم في سوريا".
إعادة إعمار سوريا
على صعيد آخر، تطرق الوزير التركي إلى إعادة إعمار سوريا قائلاً: "يجب الإقدام على خطوات ملموسة في هذا الخصوص، لكن لا أحد وضمن ذلك الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية، يريد تقديم مساعدات قبل تحقيق وقف حقيقي لإطلاق النار وإحلال سلام دائم في سوريا".
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تواصل بين تركيا والنظام السوري على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، أكد تشاووش أوغلو أن التواصل بين الجانبين يقتصر حالياً على أجهزة الاستخبارات.
وأضاف: "الرئيس أردوغان أجاب عن هذا السؤال في أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية، الجانب الروسي أبدى رغبته منذ فترة طويلة في عقد لقاءات بين الجانبين التركي والسوري، والرئيس بوتين سعى للقاء بين أردوغان و(بشار) الأسد، لكن الرئيس أردوغان قال له إن اللقاءات الجارية بين أجهزة الاستخبارات ستكون مفيدة".
وأشار إلى أن "أجهزة الاستخبارات كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجدداً بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة".
وأكد أن تركيا لا تطمع في اقتطاع أجزاء من سوريا، وتدعم وحدة أراضي هذا البلد أكثر من كافة الدول الأخرى، مشيراً إلى أن "أنقرة تدعم دائماً أي كفاح ضد التنظيمات الانفصالية".
وأشار إلى أن "الهدف الوحيد لتنظيم واي بي جي/ بي كي كي الإرهابي هو تقسيم سوريا، وقد قلت ذلك لوزير خارجية سوريا عند حديثنا القصير في بلغراد".