طالبت أوكرانيا، الخميس 11 أغسطس/آب 2022، بدعم عربي "أوسع" من دول الجامعة العربية، كما استنكرت من جهة أخرى مواقف النظام السوري تجاه الحرب التي بدأت قبل 6 أشهر حينما هاجمت القوات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وخاطب المبعوث الأوكراني الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا مكسيم صبح، الدول العربية عبر دائرة تلفزيونية خلال اجتماع للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، بالقاهرة، مؤكداً لهم أن بلاده "مستعدة" لاستئناف صادرات القمح إلى الدول العربية والإفريقية بعد جهود وساطة.
يأتي ذلك تزامناً مع تصريحات السفير الأوكراني لدى إسرائيل، يفغيني كورنيشوك، حيث عبّر عن دعمه لتل أبيب في عدوانها الأخير على غزة، مؤكداً تضامن بلاده معها.
وأردف السفير الأوكراني، في تصريحات سبقت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي: "بصفتي أوكرانيّاً تتعرض بلاده لهجوم وحشي طويل الأمد من قبل أقرب جار لها، أشعر بتعاطف كبير مع الشعب الإسرائيلي".
وأضاف: "لقد أصبح الإرهاب والهجمات ضد المدنيين من الروتين اليومي للإسرائيليين والأوكرانيين. علينا أن نضع حداً لهذا. نصلي من أجل السلام ونأمل إنهاء التصعيد قريباً".
كييف تريد دعماً عربياً أوسع
من جانب آخر، عبّر المبعوث الأوكراني الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا، مكسيم صبح، عن امتنانه "للبلدان العربية التي أيدت قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيدة لأوكرانيا".
وأشار إلى أن كييف تعوّل على "دعم أوسع من قبل العالم العربي لجميع القضايا المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة، والتي تتعلق بإدانة العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا وسبل إيقافه".
كما استنكر في المقابل ما أقدم عليه النظام السوري، مؤخراً، مما سماه "الاعتراف بما يسمى استقلال الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتاً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك"، مؤكداً أن هذا "عمل غير وُدي وشرعنة للكيانات الزائفة".
ورقة الحبوب الأوكرانية
على صعيد آخر، تطرَّق "صبح" إلى موضوع تصدير الحبوب من أوكرانيا بالقول: "اليوم لدينا هنا في أوكرانيا أكثر من 20 مليون طن من الحبوب يمكن تصديرها بشكل أساسي إلى الدول العربية والإفريقية، لكننا حتى وقت قريب، لم نكن قادرين على القيام بذلك بسبب محاصرة موانئنا البحرية التي فرض عليها الغزاة الروس غلقاً تاماً وحصاراً محكماً".
وتابع قائلاً: "إننا في أوكرانيا مستعدون لمواصلة توريد الحبوب إلى الأسواق العالمية والعربية بكل حزم وجدية. كلكم تعلمون أنه بفضل المفاوضات المضنية والوساطة الفعالة لبعض شركائنا، بدأ مؤخراً التنفيذ العملي لخطة استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وغيرها من المنتجات الزراعية من موانئنا الواقعة على البحر الأسود نحو شركائنا وزبائننا في الشرق الأوسط وإفريقيا".
ويأتي الطلب الأوكراني بعد شهرين من زيارة وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، للجامعة في أواخر يونيو/حزيران الماضي، وإلقاء كلمة شكر أمام دول الجامعة على "المواقف المتوازنة".
اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا
وفي يوليو/تموز الماضي، توصلت روسيا وأوكرانيا بوساطة أممية وتركية إلى تصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن، مما سمح بإبحار 12 سفينة من موانئ أوكرانية على البحر الأسود منذ الأول من أغسطس/آب الجاري.
وتم التوصل إلى الاتفاق بعد تحذيرات من أنَّ توقف شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية بسبب الصراع قد يؤدي إلى نقص حاد في الغذاء، بل تفشي المجاعة في أجزاء من العالم.
في السياق، ناشد المسؤول الأوكراني الدول العربية أن تتصدى لشحنات الحبوب التي يشتبه في أن روسيا استولت عليها من أوكرانيا. وقال: "كما أودُّ من خلالكم، أيها السادة ممثلو الدول العربية المشاركة في هذا الاجتماع، أن أناشد سلطات البلدان العربية من الخليج إلى المحيط وأدعوها إلى حجز جميع شحنات الحبوب المشبوهة، لأن إفلات روسيا من العقاب سيشجعها على مواصلة سرقة الحبوب من الجنوب الأوكراني المحتل".
يذكر أن الحرب في أوكرانيا رفعت أسعار النفط والقمح إلى مستويات غير مسبوقة، مما زاد الضغط على العديد من الدول العربية. وتعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من كبرى الدول المنتجة لسلع أساسية مثل القمح، وقد أدى اضطراب الإمدادات بسبب الحرب إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
عقوبات على موسكو
على صعيد آخر، دعا المبعوث الأوكراني الدول العربية إلى فرض عقوبات على موسكو أسوة بالعديد من الدول الغربية.
وقال: "إننا ندعو جميع الدول العربية للانضمام إلى نظام العقوبات ضد روسيا الاتحادية وعدم التسهيل لها بأي شكل من الأشكال التفافها على القيود المفروضة عليها والتملص منها، وهذا ينطبق بشكل خاص على البترول ومشتقاته".
وأضاف قائلاً: "إننا نعوّل على دعم أوسع من قبل العالم العربي لجميع القضايا المدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة والتي تتعلق بإدانة العدوان الروسي المسلح على أوكرانيا وسبل إيقافه".