سلمت السلطات السودانية 21 مصرياً معارضاً مقيمين على أرضها إلى الأجهزة الأمنية المصرية، بينهم نساء وأطفال، بحسب ما رصدته منظمة "نحن نسجل" الحقوقية، السبت 18 يونيو/حزيران 2022، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي.
ووفقاً لبيان للمنظمة، فقد انتقدت "نحن نسجل" السلطات السودانية بتسليمها معارضين سياسيين إلى مصر، وقالت، إن السودان أقدم من جديد على انتهاك إنساني وقانوني.
في غضون ذلك، نشر الإعلامي هيثم أبو خليل، على صفحته بموقعي تويتر وفيسبوك عدداً من الأسماء الذين تم تسليمهم وهم عصام عبد المجيد دياب سيد، وأكرم عبد البديع أحمد محمود، ومحمد إبراهيم، ومنى سعيد جاد الله، ويوسف محمد إبراهيم، وإبراهيم محمد إبراهيم.
وفي مارس/آذار الماضي، كشف أبو خليل أن المصري وضاح هشام نور الدين عبد الله، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً ويقيم في السودان منذ عامين، اختفى أثناء ذهابه لشؤون الأجانب من أجل إنهاء إجراءات سفره لتركيا.
يأتي هذا فيما سادت حالة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي لقرار السودان تسليم معارضين مصريين، إذ غرد الكاتب الصحفي صلاح بديوي وقال: "تأكدت صحة خبر تسليم النظام العسكري الحاكم بالخرطوم مصريين لنظيره بالقاهرة، لكن السلطات السودانية زعمت أنهم شاركوا في هجمات إرهابية بالسودان أدت لمصرع سودانيين. وطبعاً روايتها واضح أنها مفبركة لأنهم لو كانوا فعلوا ذلك لحاكمتهم وما قامت بتسليمهم على الإطلاق، واضح أن المبررات مختلقة".
كما غرد حساب مسعد البربري على تويتر قائلاً: "خبر صادم، للأسف الشديد قامت السلطات السودانية بتسليم 21 معارضاً مصرياً للنظام المصري بينهم أب وزوجته وعدد من الأطفال البنين والبنات!".
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات السودانية بتسليم معارضين مصريين إلى القاهرة، حيث وثق فريق منظمة "نحن نسجل" حالات سابقة تمت في عهد الرئيس السابق عمر البشير ثم في عهد السلطات الحالية.
إذ رصدت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية في يناير/كانون الثاني الماضي اعتقال السلطات المصرية المواطن المصري حسام منوفي محمود سلام، بعد هبوط اضطراري لطائرة شركة "بدر" للطيران السودانية في مطار الأقصر.
وكان حسام منوفي في طائرة من السودان متجهة نحو تركيا، إلا أن هبوط الطائرة اضطرارياً في مطار الأقصر بسبب إنذار بنشوب حريق في مخزن الحقائب، ليتم إخلاء الطائرة من كافة ركابها ومن بينهم حسام سلام.
ووفق شهادات حصلت عليها المنظمة من ركاب على متن الطائرة، فإنهم لم يسمعوا صوت إنذارات في الطائرة تدفعها إلى الهبوط الاضطراري. وعند نزول الركاب في مطار الأقصر، اطلع موظفو أمن المطار على وثائق سفر الركاب المصريين، ليعتقلوا سلام الذي يحمل جواز سفر برقم A25198975، واقتادوه إلى مكتب جهاز "الأمن الوطني" في المطار.
ودانت المنظمة استهداف السلطات المصرية للمعارضين السياسيين، محملة وزارة الداخلية وجهاز "الأمن الوطني" سلامة سلام. كما طالبت بـ"الكشف عن مكانه والإفراج الفوري عنه".