اعتدى مستوطنون مساء الأحد، 13 فبراير/شباط 2022 على نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي وصلوا إلى حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة لإبداء تضامنهم مع سكانه الفلسطينيين الذين تعرضوا لانتهاكات من جانب قوات الاحتلال.
حيث ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن اشتباكاً بالأيدي وقع بين ناشطين يمينيين وأعضاء الكنيست أحمد الطيبي وأسامة السعدي وعوفر كسيف من القائمة المشتركة (تحالف 3 أحزاب عربية) وأوضحت أن النواب الثلاثة، وصلوا إلى منطقة المكتب البرلماني الذي افتتحه عضو الكنيست المتشدد إيتمار بن غفير في الحي صباح الأحد.
تزايد انتهاكات قوات الاحتلال في حي الشيخ جراح
يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الإصابات الناجمة عن ممارسات قمعية لقوات إسرائيلية، الأحد، بحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، إلى 31، فضلاً عن 12 اعتقالاً.
حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) في بيان مقتضب، اطلعت عليه الأناضول، أنّ "31 فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الشيخ جراح". وأضافت الجمعية: "تم تقديم الإسعاف الأولي لمعظم الإصابات ميدانياً، فيما نقل 6 منها للمستشفى".
كما أشارت إلى أنّ "من بين المصابين، 3 مسعفين وصحفية و3 متضامنين أجانب (لم تشر لجنسياتهم)". وقال البيان إنّ "الإصابات تنوعت ما بين الرصاص المطاطي وقنابل الصوت التي أدت إلى حروق، وإصابات جراء الاعتداء بالضرب ورش غاز الفلفل".
اعتقالات تطال فلسطينيين
في حين اعتقلت القوات الإسرائيلية، 12 فلسطينياً، شاركوا بالتضامن مع أهالي الحيّ، بحسب بيان للشرطة الإسرائيلية، وزعمت الشرطة في بيان مقتضب أنّ المعتقلين "شاركوا في إثارة الشغب داخل الحيّ". وكانت الحصيلة السابقة للإصابات 3، بالإضافة إلى 8 اعتقالات.
يذكر أنه ومنذ ساعات ظهيرة الأحد، تقوم القوات الإسرائيلية بقمع أهالي حيّ الشيخ جراح والمتضامنين معهم، تزامناً مع اعتداءات المستوطنين ضدهم.
حيث أفاد شهود عيان للأناضول بأنّ فرقة الخيالة التابعة للشرطة الإسرائيلية، قمعت أهالي الحيّ والمتضامنين، واعتدت عليهم بالضرب، ومنعتهم من إقامة صلاة العشاء، التي أقاموها للتصدي لاعتداءات المستوطنين ضدهم.
كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز والصوت باتجاه أهالي الحي والمتضامنين، بحسب الشهود وبدأ التوتر في الحيّ، في وقت سابق الأحد، بعدما نفذ النائب الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير تهديده وافتتح مكتباً برلمانياً بالحي.
مستوطنون يقتحمون حي الشيخ جراح
في حين قال شهود عيان للأناضول إن عشرات المستوطنين اقتحموا حي الشيخ جراح، برفقة النائب في الكنيست (البرلمان) بن غفير.
كذلك فقد فجرت زيارة المستوطنين للحي مواجهات مع سكانه الفلسطينيين، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 5 منهم، بحسب المصدر ذاته. ومنذ عام 1956، تقيم 27 عائلة فلسطينية في منازلها المهددة بالمصادرة في الشيخ جراح، بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية (التي كانت تحكم الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، قبل احتلالها عام 1967) ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
مظاهرات داعمة لحي الشيخ جراح
تزامن ذلك مع تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين، مساء الأحد، بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، تضامناً مع سكان حي الشيخ جراح، بالقدس المحتلة، وأفاد مراسل الأناضول، أن عشرات الشبان خرجوا في مسيرة عفوية جابت شوارع وسط مدينة رام الله، تعبيراً عن تضامنهم مع سكان الحيّ.
كما أضاف أن الشبان هتفوا لقائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف، كما هتفوا ضد الإجراءات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين على سكان الشيخ جراح.
من جانبها شددت حركة "فتح" الفلسطينية، الأحد، على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية، والتصدي للمستوطنين الإسرائيليين، رافضةً إخلاء سكان حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس. جاء ذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة "فتح"، لمناقشة التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة الفلسطينية، وفق بيان صادر عن اللجنة.
حيث عبرت الحركة، عن رفضها المطلق "لكل محاولات تهجير السكان الآمنين من مواقع الثبات قاطبة (المواقع المهددة بالتهجير القسري )، وخاصة من حي الشيخ جراح".
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، حسين الشيخ، عبر "تويتر"، إن ما يجري في حي الشيخ جراح تهجير بقوة الاحتلال وتفريغ قسري لأحياء القدس من أهلها الأصليين وملاك بيوتها وأرضها. وأضاف أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع كل دول العالم للضغط على إسرائيل لوقف كل إجراءاتها القمعية بحق سكان ومواطني القدس الشرقية.