قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الخميس 15 يوليو/تموز 2021، إن بلاده لديها خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومي تقررها طبقاً للموقف والظروف، وذلك في إشارة واضحة إلى ملف سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على مستقبل القاهرة.
الرئيس المصري تحدَّث خلال المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي أطلقها من استاد القاهرة الدولي، عن قلق المصريين بسبب أزمة سد النهضة، وقال: "إن القلق الذي يعيشه المصريون حالياً في أزمة سد النهضة ونقص المياه قلق مشروع".
تعامل حكيم مع الملفات
السيسي أضاف في كلمته، أن القيادة السياسية المصرية كانت تتعامل مع جميع القضايا بعقل راشد وتخطيط عميق. واستكمل أن الحكومة المصرية لم تقدم الوهم للشعب المصري، ولم تحاول دغدغة مشاعر المواطنين.
كذلك قال: "انتوا أمّنتوني على مصر وأنا بقول: يارب عِيني على هذه الأمانة"، مستطرداً أن مصر تريد نهر النيل للشراكة والخير مع الجانبين الإثيوبي والسوداني، وهذا جرى في جميع المناسبات، قائلاً: "قولنا للإثيوبيين إننا مستعدين للتعاون معكم".
كما أشار إلى أن المساس بأمن مصر القومي خط أحمر ولا يمكن المساس به، وأنه لا يمكن اجتياز الأمن المصري القومي، مضيفاً: "شاء من شاء وأبى من أبى".
وشدد في الوقت نفسه على أن مصر لم تكن قط دائماً تسعى للتهديد أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكداً أنها كانت ترحب بالتنمية في إثيوبيا عن طريق سد النهضة دون المساس بالأمن المائي لمصر.
كما أوضح أن مصر أرادت التوصل إلى اتفاق لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن التحرك المصري الأخير في مجلس الأمن جاء لوضع القضية ضمن أجندة الاهتمام الدولي، مضيفاً: "في كلام مش هقدر أقوله.. ونستعد في مصر"، وتابع أن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما "يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا"، وفق وصفه.
دعوات إلى تدخُّل إسرائيل
تأتي تصريحات الرئيس المصري، في الوقت الذي دعا فيه الدبلوماسي المصري السابق، مصطفى الفقي، بلاده إلى الاستعانة بإسرائيل لتغيير موقف الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ملف "سد النهضة" بإثيوبيا، وذلك في ثاني دعوة له خلال أسبوع.
إذ قال الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية (رسمية)، لبرنامج "يحدث في مصر" على فضائية "mbc" (سعودية)، إن "إسرائيل لو اقتنعت بضرورة دعم مصر في قضية سد النهضة، الموقف الأمريكي والروسي سيتغير".
أضاف مساء الثلاثاء: "نحن ما زلنا لا نتصور تأثير إسرائيل غير المباشر على القوى الدولية صانعة القرار (..) ومصر رفضت من قبلُ وساطة إسرائيل، لأن من أحلام (تل أبيب) أن تصبح دولة مصب (لنهر النيل)".
الفقي قال أيضاً: "مصر عليها الاعتماد في الأزمة على الحلول غير التقليدية والاتصالات مع الدول صاحبة التأثير الحقيقي (..) السياسة الخارجية لا تعرف المثاليات".
يُذكر أنه وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي، اكتفت واشنطن بإبداء استعدادها لدعم جهود إثيوبيا ومصر والسودان لتسوية الخلافات الخاصة بالسد.
بينما أعربت موسكو عن تفهُّمها لأهمية السد لأديس أبابا، مع إشارة إلى "شواغل" القاهرة والخرطوم" بشأنه.
إعادة المفاوضات
في المقابل خلص المجلس (15 دولة) إلى ضرورة إعادة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشكل مكثف؛ لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث، ويؤدي إلى تخفيف التصعيد الذي يؤثر مباشرة على المنطقة والقارة الإفريقية.
من ناحية أخرى تتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات حول السد يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
في الوقت نفسه تُصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثانٍ لسد "النهضة" بالمياه، في يوليو/تموز 221 وأغسطس/آب المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي تقيمه على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.
بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي ملزم، للحفاظ على سلامة منشآتهما المائية ولضمان استمرار تدفق حصتيهما السنويتين من مياه النيل، وهما: 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.