اقتياد آلاف الأسرى الإثيوبيين بشوارع إقليم تيغراي.. مشوا ورؤوسهم محنيَّة بعد الهزيمة في الحرب

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/03 الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/03 الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش
الصراع في تيغراي تحول إلى حرب أهلية شاملة/ رويترز

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة 2 يوليو/تموز 2021، إن آلافاً من أسرى الحرب الإثيوبيين اقتيدوا في شوارع عاصمة إقليم تيغراي، حيث اصطفت حشود المبتهجين بالنصر؛ لإبداء ازدرائهم للأسرى وتحية قوات تيغراي التي هزمت قبل أيام قليلة، أحد أقوى جيوش إفريقيا.

كان معظم الجنود يسيرون ورؤوسهم محنيَّة، وكان بعضهم محمولاً على نقّالات، والبعض الآخر يضع ضمادات ملطَّخة بالدماء.

هزيمة سريعة لإثيوبيا

هذه الهزيمة السريعة للقوات الإثيوبية كانت تغييراً مذهلاً في مسار الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح ما يقرب من مليوني شخص بمنطقة تيغراي، وانتشار الجوع، وتعرُّض المدنيين لفظائع وعنف جنسي.

كان موكب الأسرى بمثابة زجر واضح لرئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، الذي أعلن في خطاب ألقاه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يوم الثلاثاء، أن التقارير التي تفيد بهزيمة قواته "كاذبة". وأكد أنه أعلن وقف إطلاق النار، من جانب واحد، لأسباب إنسانية.

كان آبي أحمد قد أعلن انتصار قواته العام الماضي، بعد شهر واحد فقط من بدء العملية العسكرية بتيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكن القتال استمر سبعة أشهر أخرى.

جنود إثيوبيا في تيغراي

كانت صفوف الجنود الإثيوبيين المهزومين، المحاطين بمقاتلي جيش تيغراي، تسير منذ أربعة أيام من المعسكرات التي أقيمت سريعاً في ساحة المعركة والتي احتُجزوا بها منذ انتهاء القتال الأسبوع الماضي. وقد تدفقوا إلى شوارع ميكيلي، عاصمة تيغراي؛ لاقتيادهم إلى سجن ضخم على الحدود الشمالية للمدينة.

في أثناء مسيرة الأسرى، اندفعت فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً إلى الشارع لتركض بجانب الصفوف، وتهتف بإعجابها بقائد قوات تيغراي، واصفةً إياه بـ"الأسد".

قالت الفتاة، التي تُدعى ميارج جبرومدهين، بعد لحظات: "كل هؤلاء الجنود حاولوا قتلنا"، في إشارة إلى القوات الحكومية الإثيوبية، "لكن جنود تيغراي عاملوهم برحمة. أنا فخورة بجنودنا".

بينما نَهَر بعض الحشود الجنود، فقد صبُّوا كثيراً من غضبهم على رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد.

انتزاع السلطة من الإقليم 

قبل ثمانية أشهر تقريباً، أرسل آبي قواته إلى ميكيلي؛ لانتزاع السلطة من زعماء الإقليم، وأعلن أن هذه الخطوة ضرورية، لأنهم أجروا انتخابات محلية دون إذن من الحكومة الفيدرالية، وحاولوا الاستيلاء على قاعدة عسكرية إثيوبية. 

الآن عاد زعماء تيغراي المنتصرون إلى ميكيلي، وإلى مناصبهم السابقة.

في مقابلة طويلة وحصرية مع ديبرتسيون جبريمايكل، زعيم حزب جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكم، بعد وقت قصير من وصوله إلى معقله في الجبال، قال إن مقاتليه أسروا أكثر من 6000 جندي إثيوبي.

قال جبريمايكل إن المسؤولين في تيغراي على اتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر، وإنهم يعتزمون إطلاق سراح الجنود من الرتب المنخفضة قريباً، لكنهم سيُبقون على الضباط.

تحميل المزيد