قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية في تقرير لها نشرته يوم الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021 نقلاً عن نشطاء حقوقيين، إن الحكومة المصرية اعتقلت اثنين من أبناء عمومة الناشط المصري الأمريكي محمد سلطان بعد أن داهمت منازل 6 من أقاربه.
فيما تقول أمريكا إنها تنظر في تقارير بأن مصر اعتقلت أقارب للناشط المصري-الأمريكي البارز في حقوق الإنسان محمد سلطان، وفق تصريح نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
استهداف أقارب محمد سلطان
استهداف أقارب محمد سلطان، الناشط الحقوقي الذي يعيش في فيرجينيا الشمالية، يمثل محاولة أخرى من جانب السلطات المصرية لإسكات أصوات المعارضة التي تعيش في الخارج.
تأتي الاعتقالات التي حدثت الأحد 14 فبراير/شباط بعد 3 أشهر من إطلاق سراح 5 من أقارب سلطان من السجن، وبعد أيام من فوز بايدن بالرئاسة.
تقول التقارير إن أقارب سلطان اقتيدوا قسرياً من منازلهم في يونيو/حزيران 2020، بعد أن تقدم سلطان بدعوى قضائية في أمريكا ضد رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي، لضلوعه في تعذيب سلطان عندما كان مسجوناً في مصر.
بايدن ينتقد حقوق الإنسان في مصر
يذكر أنه قد سبق وسلط بايدن الضوء على القضية خلال حملته الرئاسية، وغرد قائلاً إن تعذيب النشطاء المصريين "وتهديد عائلاتهم ليس أمراً مقبولاً". وحذر كذلك من عدم "وجود مزيد من الشيكات على بياض إلى ديكتاتور ترامب المفضل"، وذلك في إشارة إلى السيسي، وفقاً للوصف الذي وصفه به الرئيس السابق دونالد ترامب في موقف سابق.
النشطاء والمحللون قالوا إنه من خلال ملاحقة أقارب سلطان وأقارب المعارضين الآخرين في الخارج يبدو أن حكومة السيسي تتحدى إدارة بايدن وجهودها لجعل حقوق الإنسان من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة مرة أخرى.
كما تؤكد كذلك على العلاقة غير المريحة التي تتشكل بين السيسي والإدارة الجديدة.
ميشيل دن، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قالت في تعليقها على الواقعة: "بالنسبة للسيسي يكمن الفارق الكبير في أنه خلال ولاية ترامب، كان لديه رئيس مستعد أن يقدم خدمات خاصة إليه. وليس لديه ذلك الشيء مع بايدن".
فوز بايدن بالرئاسة
من ناحية أخرى فبعد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، هنأه السيسي في بيان وقال إنه يتطلع للعمل مع بايدن أملاً في "تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية" بين مصر والولايات المتحدة. بيد أنه حتى يوم الثلاثاء، لم يتواصل القائدان مباشرة.
فضلاً عن أن مصر لم تكن ضمن المكالمات الـ31 التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع نظرائه حول العالم.
ميشيل قالت: "يبدو أن السيسي ونظامه متوترون من هذه التغييرات وغير متأكدين من طريقة التعامل معها. بخلاف الاستثمار في جماعات الضغط الجديدة في واشنطن، يبدو أن السيسي يخطو ذهاباً وإياباً بين تكتيكات الاسترضاء والترهيب. على سبيل المثال أطلق سراح أقارب سلطان في نوفمبر/تشرين الثاني والآن يلقي القبض عليهم مرة أخرى".
حقوق الإنسان لم تعُد مهمة
من جانبه فقد قال محمد لطفي، المدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات، إن ترامب طبَّع الفكرة في مصر التي تفيد بأن حقوق الإنسان والديمقراطية لم تعد مهمة.
لطفي كذلك أضاف أن ذلك "جرَّأ أشخاصاً مثل السيسي، أو الحكام الآخرين في المناطق الأخرى، بألا يهتموا بالإصلاحات الديمقراطية أو يأخذوها على محمل الجد". وتابع قائلاً إن السيسي أظهر غياب الرغبة في "إظهار وجه جديد، أو طي صفحة جديدة".
في المقابل تبدو اعتقالات الأحد 14 فبراير/شباط حلقةً أخرى من سلسلة التصعيد. ففي الساعة الثانية صباحاً، داهمت قوات الأمن في ملابس مدنية منازل أقارب سلطان في الإسكندرية والمنوفية، وذلك بحسب بيان لمبادرة الحرية، وهي جماعة معنية بحقوق السجناء يقودها سلطان.
بيان مبادرة الحرية
من جانبها قالت "مبادرة الحرية" التي يرأسها سلطان في بيان إن ستة من أقاربه اعتقلوا يوم الأحد على يد أفراد من جهاز الأمن الوطني المصري، في إطار ما وصفتها المبادرة بأنها حملة "انتقامية".
فيما قال محامو سلطان إن مزاعم تحدثت عن مداهمة قوات الأمن المصرية لمنازل أقارب سلطان العام الماضي.
من جانبه قال سلطان في رسالة نصية إنه اعتقد أن أقاربه كانوا مستهدفين مرة أخرى، ولعل السبب في ذلك دوره في دعم "تجمع حقوق الإنسان في مصر". وأضاف أن الحكومة ربما تبعث "رسالة تحدٍ إلى بايدن على حساب عائلتي".
كما أوضح أنها قد تكون طريقة لخلق مشكلة من أجل التماس التواصل مع إدارة بايدن، مما يسمح لحكومة السيسي بـ"حل" المشكلة التي خلقتها في المقام الأول.
كان سلطان، الذي يعيش في فرجينيا، قد اعتقل في مصر في أغسطس/آب 2013 واتُّهم بارتكاب جرائم منها نشر معلومات كاذبة قبل الإفراج عنه في 2015.
كما رفع سلطان دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي في الولايات المتحدة يزعم فيها أنه تآمر لاستهدافه لدوره البارز في مساعدة وسائل إعلام دولية في تغطية مظاهرات سياسية في مصر، وبسبب تعرضه لتعذيب مزعوم خلال سجنه.