دبلوماسي يكشف خطة واشنطن لإغلاق سفارة أمريكا ببغداد.. واشنطن بوست: القرار أصاب مسؤولين عراقيين بصدمة

أبلغت الولايات المتحدة الحكومةَ العراقية وشركاءها الدبلوماسيين أنها تخطط لإغلاق كامل لسفارتها في بغداد، ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأمريكي هناك، وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها تسببت في صدمة لهم، نقلاً عما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/09/28 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/28 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
السفارة الأمريكية في العراق/رويترز

أبلغت الولايات المتحدة الحكومةَ العراقية وشركاءها الدبلوماسيين أنها تخطط لإغلاق كامل  لسفارتها في بغداد، ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأمريكي هناك، وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها تسببت في صدمة لهم، نقلاً عما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.

المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أحمد ملا طلال، قال إنه يأمل في أن تعيد إدارة ترامب النظر في هذا القرار، مشيراً إلى أن هناك جماعات خارجة عن القانون تحاول زعزعة هذه العلاقة، وإغلاق السفارة سيبعث برسالة سلبية [تشجعهم].

تحذير لبغداد: التحذير الأمريكي جاء عبر وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أخبر الكاظمي بالخطة الأمريكية، مساء السبت 26 سبتمبر/أيلول، وفقاً لمسؤول مطلع على الأمر. كما قال مسؤولان غربيان في بغداد إن البعثات الدبلوماسية لبلادهما أُبلغت بالخطة الأمريكية المحتملة.

تأتي هذه الأنباء فيما لم يتضح يوم الأحد 27 سبتمبر/أيلول ما إذا كان البيت الأبيض قد وقّع بالفعل على انسحاب محتمل، وما الذي قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى تعليق الخطة. وفي هذا السياق، قال دبلوماسي مطلع إن الإدارة الأمريكية إذا قررت المضي قدماً في الأمر، فمن المتوقع أن يستغرق إغلاق السفارة 90 يوماً، وهي فترة ستمنح واشنطن الفرصة لإعادة تقييم القرار.

على الجانب الآخر، قال مسؤول عراقي إن الحكومة الأمريكية طلبت اتخاذ إجراءات أقوى ضد الميليشيات، ما يشير إلى أنه يمكن تجنب إغلاق السفارة إذا حدث ذلك.

من جانبها، رفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليقَ على ما قالت إنها "محادثات دبلوماسية خاصة بين بومبيو وزعماء أجانب"، لكنها أكدت انزعاج الولايات المتحدة من "استمرار المجموعات المدعومة من إيران في إطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية".

هجمات على السفارة الأمريكية: فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن هجمات كهذه "تشكل خطراً ليس فقط على الولايات المتحدة، بل وعلى حكومة العراق والبعثات الدبلوماسية المجاورة وسكان المنطقة الدولية بحدودها السابقة [المنطقة الخضراء] والمناطق المحيطة بها".

وكانت مجموعات مسلحة مدعومة من إيران كثّفت هجماتها بعد إقدام الإدارة الأمريكية على اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز، قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني الماضي، لتشنّ تلك المجموعات حملة من الهجمات الصاروخية والقنابل محدودة المدى على السفارة الأمريكية والقواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأسفرت هجمات صاروخية، منسوبة إلى الميليشيات، عن مقتل عسكريين أمريكيين وبريطاني وعدد من أفراد قوات الأمن العراقية هذا العام. وفي الأشهر الأخيرة، استهدفت هجمات بالقنابل قوافل مرتبطة بقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وكان السائقون العراقيون هم الهدف الرئيسي لهذه الهجمات، الأمر الذي زرع الخوف في صفوفهم. كما زُرعت عبوة ناسفة قرب قافلة سيارات دبلوماسية تابعة للسفارة البريطانية في بغداد الشهر الجاري، وهو ما حمل إشارة إلى مرحلة جديدة محتملة من تصعيد حملة الميليشيات.

تحديات العراق: من الجدير بالذكر أنه بعد سبعة عشر عاماً من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، نمت السفارة الأمريكية في بغداد لتصبح إحدى أكبر البؤر الدبلوماسية الأمريكية. ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار الانسحاب قد يتم التراجع عنه إذا أثبتت حكومة الكاظمي قدرتها على توفير حماية أفضل للدبلوماسيين والعسكريين الغربيين.

مع ذلك، فإن التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء شديدة الوطأة، إذ يقول مسؤولون عراقيون إنه لا يحظى بدعم كبير، وفي الوقت الذي حاول فيه الكاظمي قمع الميليشيات من خلال استهداف مصادر تمويلها وإعادة هيكلة جهاز الأمن العراقي، ردَّت الميليشيات بتكثيف هجماتها على البعثات الدبلوماسية.

كما يعزو مسؤولون أمنيون عراقيون اغتيال هشام الهاشمي، وهو أحد أفراد الدائرة القريبة من الكاظمي، إلى ميليشيات تدعمها إيران.

وفي رد فعل عراقي، قال مسؤول كبير في مكتب الكاظمي، يوم الأحد 27 سبتمبر/أيلول، إن رئيس الوزراء العراقي يضغط على الشركاء الأوروبيين لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها، مشيراً إلى "العواقب السلبية" التي قد تلحق باستقرار البلاد على إثر هذا القرار.

وفي هذا السياق، قال مسؤولون من ثلاث سفارات أوروبية في بغداد إن بلادهم ستبقى حتى لو غادرت الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، غادر بومبيو واشنطن متوجهاً إلى اليونان في وقت مبكر من يوم الأحد 27 سبتمبر/أيلول متوجهاً إلى المحطة الأولى في رحلة تشمل ثلاث دول. ولم يتحدث إلى المراسلين المرافقين له خلال الرحلة التي استغرقت 9 ساعات. فيما لم يرد كال براون، المتحدث باسمه على متن الرحلة، على الفور على طلب للتعليق.

تحميل المزيد