لليوم السابع على التوالي، خرجت مجموعة من المظاهرات في عدد من المحافظات والقرى المصرية، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، مطالِبةً برحيل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنددةً بالوضع الاقتصادي والسياسي الذي تعرفه البلاد، وذلك بعد يوم واحد من "جمعة الغضب" التي دعا إليها عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزهم المعارض محمد علي، رجل الأعمال والفنان المصري الشهير.
وكانت شوارع مصر، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول، قد عرفت عشرات من التظاهرات في مدن وقرى متفرقة بالبلاد، استجابةً لدعوة "جمعة الغضب"، وهي التظاهرات التي أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل، وعشرات من الاعتقالات.
وحسب الإعلامي المصري معتز مطر، المقيم في العاصمة البريطانية لندن، فإن السبت شهد خروج عدد كبير من المظاهرات في عدة مدن وقرى مصرية، ورفعت الشعارات نفسها المنددة باستشراء الفساد، وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي في البلد، مطالِبةً أيضاً برحيل الرئيس السيسي.
المصدر نفسه أكد أن الاحتجاجات كانت على مستوى مناطق "المنيا"، و"أسوان"، و"الإسماعيلية" و"المنيب" و"الكداية"، وغيرها من المناطق، فيما فضَّل أغلب المتظاهرين التظاهر ليلاً؛ تفادياً للاعتقال.
دعوة محمد علي: الفنان ورجل الأعمال المصري الشهير، الذي يعتبر أبرز الداعين إلى التظاهر ضد السيسي، طلب من المتظاهرين الخروج ليلاً، وبالضبط بين الساعة السابعة والثامنة مساء بدل التظاهر الصباحي؛ لتفادي أي اعتقالات من طرف رجال الأمن.
ففي بث مباشر له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال محمد علي إن التظاهرات حققت نجاحاً كبيراً، كما أن صداها وصل إلى السلطة، التي اضطرت إلى إنزال أمني كتيف؛ من أجل قمعها.
المتحدث نفسه لم يخلف المناسبة، من أجل التعبير عن حزنه الشديد لسقوط أول ضحية للتظاهرات، كما طالب رجال الأمن والقوات المصرية باستيعاب دروس ثورة 25 يناير، مشدداً على أن الحراك "سوف يستمر وينجح".
أول القتلى: قُتل شخص خلال اشتباكات مع الشرطة، ليل الجمعة-السبت، في قرية البليدة بالقرب من مدينة العياط (قرابة 60 كيلومتراً جنوب القاهرة)، أثناء تظاهرة معارضة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بحسب أسرته ومصادر طبية.
وأكد مصدر طبي في مستشفى العياط لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "سامي وفقي بشير وصل متوفياً إلى المستشفى" ليل الجمعة-السبت، موضحاً أنه كان "مصاباً برصاصات خرطوش (من بنادق صيد) في الوجه والرأس".
كما أكد أفراد من أسرته لمراسل الوكالة الفرنسية، أنه "أصيب خلال اشتباكات مع الشرطة التي كانت تفرِّق مظاهرة تطالب برحيل السيسي في قرية البليدة".
وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر أمني، أن الشرطة "لم تستخدم رصاصات خرطوش خلال الاشتباكات في البليدة"، قائلاً إنها "استخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين"، فإن ناشطين مصريين أكدوا استعمال الخرطوش في التظاهرات؛ ما أسفر عن عدد من الإصابات، كما أكد أيضاً اعتقال عشرات من المتظاهرين.
مظاهرات في الخارج أيضاً: التظاهر ضد الرئيس المصري لم يكن فقط في مصر؛ بل امتد أيضاً إلى عواصم ومدن أوروبية.
حسب قناة "الجزيرة"، فقد تجمهر عشرات من المصريين، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، في ميلانو الإيطالية، ولاهاي الهولندية، أمام سفارتي بلادهم هناك، ورفعوا شعارات مندة بالرئيس السيسي ومطالبة بـ"استكمال مسار الثورة".
الجالية المصرية في أوروبا عبَّرت أيضاً، من خلال الشعارات التي رفعتها، عن دعمها الكبير للحراك الذي يعيشه الشارع، كما نددوا بسياسة حكومة السيسي بهدم المباني والمساجد، وطالبوا أيضاً بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
تحالف القوى: في السياق نفسه، كانت مجموعة من القوى والحركات والرموز السياسية في مصر قد أصدرت بياناً مشتركاً، عبَّرت فيه عن دعمها للحراك الذي تشهده شوارع البلاد، مؤكداً أن ما عرفته شوارع مصر، في جمعة الغضب يعتبر تمهيداً لـ"انتفاضة كبرى تعمُّ مصر".
جاء في البيان نفسه، الذي وقَّعه كل من التحالف الوطني لدعم الشرعية، وجماعة الإخوان المسلمين، والبرلمانيين المصريين في الخارج، وحزب "غد الثورة"، وحزب الإصلاح، وحزب الفضيلة، والحزب الإسلامي، أن هذا الحراك "لن يتوقف حتى يتم تحرير البلاد من مغتصبيها الذين أهانوا مؤسسة العسكر، وخانوا البلاد وورطوها في صفقات فاسدة".
كما جددت هذه المجموعة، في المناسبة نفسها، دعمها "لحراك الشعب المصري ضد الظلم، وضد قانون الجباية على بيوت البسطاء تحت اسم (قانون التصالح)".