كشفت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة 25 سبتمبر/أيلول 2020، عن تقدم الإمارات العربية رسمياً بطلب لشراء طائرات (إف-35) المتطورة من الولايات المتحدة، وذلك بعد فترة وجيزة من توقيعها اتفاق "تطبيع" العلاقات مع إسرائيل، في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري.
أسبوع واحد فقط: وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية للأنباء أكدت ذلك نقلاً عن مسؤول أمريكي مطلع، لم تكشف عن هويته، أشار إلى أن الإمارات تقدمت بطلبها هذا بعد أسبوع واحد فقط من توقيعها الاتفاق مع إسرائيل.
مسؤولو وزراتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين امتنعوا عن الإدلاء بأية تصريحات بخصوص "صفقة الأسلحة المحتملة"، واكتفوا بالإشارة إلى أنهم يستطيعون تقديم ضمان يحفظ لإسرائيل "تفوقها العسكري النوعي" على الدول العربية، كما ينص القانون الأمريكي.
جدير بالذكر أن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، كان قد قال الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول، إن الإمارات لن تحصل على هذا الطراز من الطائرات قبل 7 سنوات.
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، إن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أجرى في واشنطن، الثلاثاء، محادثات مع نظيره الأمريكي مارك إسبر وكبير مساعدي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.
أشارت الهيئة إلى أن المحادثات تناولت ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي النوعي في المنطقة، وإمكانية بيع الولايات المتحدة الأمريكية طائرات من طراز "إف 35″، التي لا يملكها في المنطقة أحد حتى الآن سوى إسرائيل.
ووقعت الإمارات والبحرين في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض برعاية أمريكية، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.
استعجال من الطرفين: سبق أن كشفت مصادر لوكالة رويترز، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة والإمارات تأملان في التوصل إلى اتفاق مبدئي على صفقة بيع المقاتلة إف-35 للإمارات، مع مطلع ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو ما يوافق عيد الإمارات الوطني.
إذ ترغب إدارة ترامب في الدفع بصفقة سلاح مع أبوظبي في غضون أشهر، تتضمَّن شراء الإمارات لطائرات F-35، التي تعد أكثر مقاتلات العالم تقدماً، وهو جدول زمني طموح للغاية من الممكن أن يحبطه الكونغرس.
إذ قال مسؤولون أمريكيون ومصادر بالكونغرس تحدّثوا إلى مجلة Foreign Policy الأمريكية، إنَّ صفقة سلاح كبيرة مثل تلك المقترحة مع الإمارات عادةً ما تستغرق عاماً من الإجراءات. ويقولون إنَّ إدارة ترامب تريد البدء فيها في غضون شهرين إلى خمسة أشهر، وهو ما يتواكب تماماً مع وقت الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وبالتأكيد قبيل أي عملية انتقال رئاسية في يناير/كانون الثاني المقبل، في حال خسر ترامب منصبه في البيت الأبيض.
تقديم بدائل: وقد أشارت مصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس كيفية صياغة اتفاق مبدئي مع الإمارات لبيعها طائرات "إف-35″، دون إثارة اعتراضات إسرائيلية.
فقد أكد مصدران أن واشنطن تدرس طرقاً لجعل طائرات إف -35 أكثر وضوحاً لأنظمة الرادار الإسرائيلية. لم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان سيتم ذلك عن طريق تغيير الطائرة أو تزويد إسرائيل برادار أفضل، من بين احتمالات أخرى.
لماذا تعارضها إسرائيل؟ يعتقد المسؤولون الإماراتيون أنَّه لا يجب أن يكون لدى إسرائيل أي أسباب لمعارضة الصفقة الآن، وقد أصبح البلدان رسمياً في حالة سلام. حيث قال مسؤول إماراتي بارز لم تُكشَف هويته لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إنَّ نتنياهو كان بالفعل على علم بتلك الخطوة وأعطى موافقته عليها.
لكنَّ العديد من المسؤولين السابقين والحاليين في إسرائيل والولايات المتحدة قالوا للمجلة إنَّ بيع مقاتلات F-35 للإمارات قد تكون له عواقب سلبية على الأمن القومي لكلا البلدين.
ففي إسرائيل، يتمثل مبعث القلق الرئيسي في أنَّ الصفقة من شأنها تقويض التفوق العسكري للبلاد في المنطقة، أي ما يُطلَق عليه في اللغة الدبلوماسية الأمريكية الأفضلية العسكرية النوعية لإسرائيل.
تُعَد تلك الأفضلية العسكرية النوعية التزاماً أمريكياً يعود إلى السبعينيات، وبات مُدوّناً الآن في صورة قانون، تكون الولايات المتحدة بموجبه مُلزمةً قانوناً بالحفاظ على الأفضلية العسكرية لإسرائيل، مقابل أي دولة مفردة أو تحالف دول في الشرق الأوسط.