السلطة الفلسطينية تعتقل أنصاراً لدحلان بالضفة.. أحد أبرز حلفاء الإمارات ومُتهم بالترتيب لاتفاق التطبيع

اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية عدداً من أنصار القيادي السابق بحركة "فتح" والمفصول منها، محمد دحلان، الذي يتهمه البعض بالاشتراك في الاتفاق الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل وتضمن إقامة علاقات معها.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/22 الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/23 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
القيادي المفصول من حركة حماس محمد دحلان - رويترز

اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية عدداً من أنصار القيادي السابق بحركة "فتح" والمفصول منها، محمد دحلان، الذي يتهمه البعض بالاشتراك في الاتفاق الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل وتضمن إقامة علاقات معها. 

اعتقال لبارزين: عماد محسن المتحدث باسم "تيار الإصلاح الديمقراطي" الذي يقوده دحلان، أكد حدوث الاعتقالات ووصفها "بأنها ذات دوافع سياسية"، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، اعتقلت الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020 سبعة أعضاء من فصيل دحلان.

كذلك أشار بيان التيار إلى أن من بين المعتقلين هيثم الحلبي، وسليم أبوصفية وهما عضوان كبيران في فصيل دحلان.

بدورها، قالت قوات الأمن الفلسطينية، في بيان، إنها اعتقلت الحلبي في قرية بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية، في إطار الجهود المتواصلة لفرض الأمن والنظام، ولم يذكر البيان أي اعتقالات أخرى، كما أحجمت وزارة الداخلية التابعة للسلطة عن التعليق، بحسب وكالة رويترز. 

تأتي هذه الاعتقالات بعدما أثار الاتفاق الذي أبرمته الإمارات لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل غضب الفلسطينيين، كما أثار تكهنات واسعة بأن دحلان لعب دوراً فيه.

يعيش دحلان في الإمارات بعد إجباره على مغادرة الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في 2011، في أعقاب خلاف حاد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحركة فتح، التي ينتمي إليها عباس وكان ينتمي إليها دحلان.

وعلى الرغم من أن الفصيل الذي يقوده دحلان انتقد إقامة دول عربية علاقات مع إسرائيل قبل حل صراعها مع الفلسطينيين فإنه لم ينفِ صراحة ضلوعه.

دعم دحلان سياسياً: وطُرح دحلان، رئيس الأمن السابق في غزة، لمدة طويلة على أنه خليفة محتمل لعباس، وأقام علاقات وثيقة مع قادة الإمارات منذ نفيه.

في هذا السياق، كان الباحث في معهد "الأمن القومي" الإسرائيلي د. عنان وهبة، قد أكد في وقت سابق لـ"عربي بوست"، سيناريو التحضير لمرحلة ما بعد محمود عباس وليس استبداله، على أن يكون لدحلان دور بارز في ذلك. 

وهبة قال إنه "بحكم تقدم أبومازن في السن، يُتوقع صعود قيادات معينة في حركة فتح لتكون ضمن المشهد السياسي القادم"، مضيفاً أن "دحلان سيعود إلى فلسطين بعد استبعاد محمود عباس، وسيكون هناك تحرك براغماتي في حركة فتح بموازاة صخب إعلامي وسياسي كبيرين لكي تتغير الصورة، ودحلان سيكون أحد القياديين المرشحين بقوة لرئاسة السلطة". 

كذلك أكد وهبة ــ المحسوب على معهد "الأمن القومي" لإسرائيل وشارك في إجراء دراسات سياسية واستراتيجية لها ــ أن دحلان من رجال الإمارات وسيكون له دور فعال في المرحلة القادمة بدعم مصري وسعودي أيضاً.

كان الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي قد جاء في وقت يجري فيه صراع خفي بين أقطاب حركة فتح، لدرجة أن كل قطب له ميليشياته المدججة بالسلاح لاستخدامها في أي صراع قد ينشب بعد رحيل عباس في إطار "معركة الخلافة".

يُذكر أنه بعد اتفاق الإمارات وإسرائيل، أبرمت البحرين اتفاقاً مماثلاً مع تل أبيب، الأسبوع الماضي، في حفل استضافه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

يعد هذان الاتفاقان أول المواءمات بين الدول العربية وإسرائيل في أكثر من عشرين عاماً وأُبرما لأسباب منها المخاوف المشتركة من إيران.

من جانبهم، وصف الفلسطينيون الخطوتين بأنهما خيانة، ويخشون من أنهما قد تضعفان الموقف العربي طويل الأمد الذي يطالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول دولة فلسطينية في مقابل علاقات طبيعية مع إسرائيل.

تحميل المزيد