كشفت قناة "الجزيرة" القطرية، الأحد 13 سبتمبر/أيلول 2020، عن تمكن "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، من العثور على مئات القذائف داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر المتوسط قبالة سواحل القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك على لسان "أبو موسى"، وهو قائد في وحدة الضفادع البحرية في "القسام"، خلال برنامج "ما خفي أعظم.. الصفقة والسلاح"، ويقدمه تامر المسحال.
فيما قال أحد أفراد سلاح الهندسة في "القسام"، ويدعى "أبو سلمان": "قمنا بفحص القذائف البريطانية التي عثرنا عليها في عمق البحر بعد إعادة تدويرها على يد كتائب القسام، وأجرينا تجربة على سقف إسمنتي مسلح بسمك 40 سم، وكانت النتيجة تدمير الهدف بالكامل". ولم يذكر "أبو موسى" ولا "أبو سلمان" تاريخاً للعثور على القذائف الغارقة.
"القسام" أعلنت خلال البرنامج الاستقصائي، عن تمكنها من تصنيع صواريخ من مخلفات قذائف إسرائيلية خلال حرب 2014، وأنابيب مياه في المستوطنات التي انسحبت منها إسرائيل في غزة، عام 2005.
مصر والقاعدة العسكرية: أظهر البرنامج مشاهد حصرية للجيش المصري في مشروع لإنشاء منطقة عازلة في رفح المصرية. كما تم تشييد جدران عازلة حديثة على طول الحدود، كما رصدت صور جوية لأحواض مياه عميقة حُفرت في الجانب المصري على حدود غزة بهدف منع أي محاولة لحفر الأنفاق.
معد التحقيق تحدث أيضاً عن قاعدة "برنيس" العسكرية المصرية على ساحل البحر الأحمر، التي افتُتحت في يناير/كانون الثاني الماضي بدعم إماراتي وتنسيق إسرائيلي وقال إنها كانت لوقف أي دعم لغزة بالسلاح.
المقاومة وصفقة القرن: إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خلال البرنامج قال إن أحد الأهداف الاستراتيجية لـ"صفقة القرن" الأمريكية هو "سلاح المقاومة ونزعه".
"صفقة القرن" أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في يناير/كانون الثاني الماضي، وهي خطة لتسوية سياسية منحازة لصالح إسرائيل ومجحفة بحق الفلسطينيين.
هنية كشف عن رفض حركته "لطلب من الإدارة الأمريكية الحالية، خلال الأشهر الأخيرة، لإجراء لقاء معها للحديث عن حماس ووضع غزة".
وتابع أن "حماس تدارست الموضوع، لكن وجدت أن هذا الحوار مسموم له علاقة بسلاح المقاومة وصفقة القرن، ورفضنا اللقاء".
عن الدعم للمقاومة الفلسطينية، قال إن "أي دعم من أي دولة، بما فيهم إيران، (هو) دعم غير مشروط.. حماس لا تقبل أي شروط مقابل الدعم، وحماس ليست في محور معاد لمحور في المنطقة".
وأردف أن واشنطن أكدت أن أحد الأهداف الاستراتيجية لـ"صفقة القرن" هو "بناء تحالف إقليمي تكون إسرائيل جزءاً منه، ونتيجته تكون فصائل المقاومة عدو وإسرائيل جارة وصديقة، ويمكن أن تكون حليفة".
دور السودان: وعن دور السودان في دعم المقاومة الفلسطينية، قال إن "السودان شكل أحد دعائم المقاومة الفلسطينية، لذلك استُهدف مبكراً، سواء كان بالحصار (الأمريكي) أو القصف السياسي والاقتصادي".
وشدد هنية على أن إسرائيل فشلت في نزع سلاح المقاومة، وفشلت في حصار المقاومة، رغم كل ما تقوم به من تطبيع واتفاقيات مع قوى دولية، ووضع الحركة على قائمة الإرهاب وشيطنة الحركة وسلاح المقاومة.
أضاف بأن "الاحتلال لن يحقق أهدافه، بدليل أن المقاومة في حالة صعود وقدراتها في حالة اتساع".
ومن المقرر أن توقع كل من الإمارات والبحرين، في واشنطن، الثلاثاء، اتفاقيتي سلام مع إسرائيل، المستمرة في احتلال أراضٍ عربية منذ حرب 1967، والتي ترفض إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وتواجه هذه الخطوة الإماراتية – البحرينية برفض شعبي عربي، ويراها الفلسطينيون خيانة من البلدين للقضية الفلسطينية، فيما تعتبرها أبوظبي والمنامة "قراراً سيادياً".