انتقدت تركيا الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، بياناً أصدرته دول حوض البحر المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قائلة إن البيان يحمل "تصريحات متحيزة ومنفصلة عن الواقع"، مؤكدة أنها لا تزال منفتحة بشأن محادثات غير مشروطة مع اليونان، لحل التوتر السائد في شرق البحر المتوسط.
ففي بيان مشترك صدر الخميس قالت دول حوض البحر المتوسط السبع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (ميد7)، وهي فرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا واليونان وقبرص، إن التكتل سيضع قائمة عقوبات جديدة على تركيا بنهاية سبتمبر/أيلول ما لم تتفاوض أنقرة لحل النزاع مع اليونان وقبرص.
وفي أول رد على ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في بيان الجمعة إنه يجب على اليونان "الجلوس لطاولة المفاوضات مع تركيا دون شروط" من أجل تحقيق الحوار والتعاون في المنطقة.
كما أشار إلى أنه يتعين على أثينا سحب سفنها الحربية المحيطة بسفينة المسح التركية "أوروتش رئيس" لنزع فتيل التوتر.
وقال أقصوي "على (اليونان) أن تكف عن استخدام الاتحاد الأوروبي أداة لخدمة مصالحها محدودة الأفق، كما ينبغي للاتحاد والدول الموقعة على البيان المشترك تجنب سياسة التحيز أحادية الجانب المستخدمة دون تمييز بذريعة التضامن".
سبق للاتحاد الأوروبي أن أكد وقوفه "بكامل الدعم والتضامن" إلى جانب اليونان وقبرص في النزاع، بينما ستطالب أثينا ونيقوسيا التكتل بفرض عقوبات على تركيا، في مناقشات خلال قمة مقررة يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في كلمة للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي الخميس إن الاتحاد الأوروبي لا يملك أي سلطة قضائية للبت في شؤون الحدود البحرية، مضيفاً أن أنقرة تتوقع من التكتل أن يظل على الحياد.
يذكر أن اجتماعاً ضم مسؤولين عسكريين من تركيا واليونان عقد في مقر حلف شمال الأطلسي الخميس لإجراء محادثات تهدف لمنع أي تصعيد عسكري في شرق البحر المتوسط مثل واقعة التصادم بين سفينتين عسكريتين يونانية وتركية الشهر الماضي.
وتصاعد الخلاف بين تركيا واليونان، عضوي حلف شمال الأطلسي، بسبب مطالبهما المتداخلة المتعلقة بالجرف القاري وحقوق التنقيب عن موارد طاقة محتملة في البحر المتوسط، حيث احتدم الخلاف الشهر الماضي بعدما أرسلت تركيا سفينة المسح "أوروتش رئيس" إلى المنطقة لرسم خريطة التنقيب عن النفط والغاز في مياه يختلف البلدان حول حقوق السيادة فيهما استناداً إلى وجهتي نظر متباينتين حول امتداد الجرف القاري لكل منهما.
يقول كل طرف إنه مستعد لحل الخلاف عن طريق المحادثات، لكنه يصر على التمسك بحقوقه. وأجرى البلدان تدريبات عسكرية في شرقي البحر المتوسط، ما ينذر باحتمال تصاعد الصراع.