صرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن الانفجار الذي هز فجر الجمعة 11 سبتمبر/أيلول محافظة الزرقاء ناجم عن ارتفاع شديد في درجات الحرارة تسبب بتفاعل داخل المادة الكيميائية الموجودة بإحدى حشوات قذائف الهاون، مما أدى لوقوع الانفجار.
تصريح المسؤول العسكري يعد أول تعليق رسمي من الجيش الأردني على حادثة الانفجار الذي سبق أن أشارت الحكومة إلى أنه ناتج عن ماس كهربائي في مستودع قنابل من نوع "مورترز" غير صالحة للاستعمال تابع للجيش، مؤكدة عدم تسجيل أية إصابات في الحادث.
المصدر العسكري أكد في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن الانفجار وقع في أحد مستودعات ذخائر الهاون القديمة قيد التفكيك في منطقة الطافح القريبة من مدينة الزرقاء والواقعة في منطقة معزولة غير مأهولة بالسكان.
أضاف المصدر، أنه لم ينجم عن الانفجار أي إصابات في الأرواح واقتصرت على أضرار مادية، فيما تشير التحقيقات الاولية أن الانفجار ناتج عن ارتفاع شديد في درجات الحرارة تسبب بتفاعل داخل المادة الكيميائية الموجودة بإحدى حشوات قذائف الهاون.
المصدر العسكري أشار في البيان المنشور إلى أن القوات المسلحة ستقوم بنشر المعلومات المتعلقة بالحادث بكل شفافية، مؤكدة على أنها المصدر الوحيد للمعلومات، محذرة من الالتفات للشائعات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أكد مدير سلاح الهندسة الملكي العميد عماد خمايسة في حديث للتلفزيون الأردني تفاصيل البيان الذي نشرته وكالة الأنباء "بترا"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تعمل على مسح المنطقة المحيطة بالمستودع للكشف عن مواد متفجرة أو مضرة انتشرت بفعل الانفجار، محذراً المواطنين من الاقتراب من تلك المناطق حتى انتهاء أعمال التمشيط.
انفجار عنيف: يُذكر أن وسائل إعلام محلية والعديد من مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد تناقلت مشاهد مصورة للحادثة، حيث أضاءت ألسنة اللهب الضخمة ليل الصحراء وأمكن رؤيتها من مسافة بعيدة بلغت حد العاصمة عمان الواقعة على بعد 35 كيلومتراً باتجاه الجنوب الغربي.
وقالت نبيلة عيسى، وهي ربة بيت وأم لخمسة أطفال، وتقيم بمدينة الزرقاء: "شعرنا وكأن زلزالاً وقع. ارتجت النوافذ وتطاير الزجاج وبدأ أولادي يصرخون".
بعد الانفجار، أغلقت قوات الأمن الزرقاء الصناعية الواسعة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة، ومنعت السيارات من دخولها أو الخروج منها. ومُنع الصحفيون الراغبون في الوصول لموقع الانفجار على بعد حوالي 10 كيلومترات إلى الشرق من مواصلة التحرك لوجهاتهم.
يُذكر أن المنطقة الصحراوية التي شهدت الانفجار بها عدد من القواعد العسكرية الرئيسية المجهزة بآليات أمريكية، ومن بينها مدرج طائرات بُني في 2018. وموقع الأردن الجغرافي يجعل منه مركزاً مثالياً للإمدادات اللوجيستية للولايات المتحدة، بما في ذلك الحامية العسكرية الأمريكية في التنف بجنوب شرق سوريا.
يقول مسؤولون أمريكيون إن المساعدات العسكرية للأردن تساعده على بناء قدراته الدفاعية في إطار استراتيجية إقليمية أوسع.