مبعوث ماكرون يوبخ بري وباسيل لتعطيلهما تشكيل الحكومة الجديدة.. كواليس لقاء رئيس المخابرات الفرنسية بالقادة اللبنانيين

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/10 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/10 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - رويترز

تواصل فرنسا متابعة الملف اللبناني عن قرب والضغط من أجل إنجاز ملف تشكيل الحكومة الجديدة، التي تتعثر بسبب استمرار خلاف القوى السياسية على المناصب والوزارات التي يريدها كل طرف.

وتزامناً مع إعلان إدارة الخزانة الأمريكية إقرار عقوبات جديدة استهدفت المعاون السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ووزير تيار المردة الوزير السابق يوسف فنيانوس، فإن فرنسا ألمحت للقوى اللبنانية بأنها إن فشلت في مساعيها معهم، ستنتقل للمعسكر الأمريكي الذي يتحفز لإقرار عقوبات عليهم إن عطلوا ملف الحكومة المكلفة.

رئيس المخابرات الفرنسية في بيروت 

قالت مصادر خاصة لـ"عربي بوست" إن برنار إيمييه، مسؤول المخابرات الخارجية الفرنسية -المشرف على تذليل العقبات أمام رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب- قد زار لبنان لعدة ساعات، وأنه خلال زيارته التقى كبار المسؤولين في اجتماعات ظل خبرها بعيداً عن الإعلام.

التقى إيمييه خلال زيارته برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بالإضافة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والرئيس المكلف مصطفى أديب.

وهدفت الزيارة لإنهاء ملف تشكيل الحكومة وتسريع الإنجاز في ظل اقتراب انتهاء مهلة الأسبوعين التي منحها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى القادة اللبنانيين.

وبحسب المصدر فقد وجّه المسؤول الفرنسي كلاماً قاسياً للمسؤولين اللبنانيين وخصّ في كلامه جبران باسيل ونبيه بري بسبب العراقيل التي يتسببان في وضعها أمام الرئيس المكلف وفرض شروط على أديب أدت لعدم نجاح تشكيل الحكومة.

ومن المقترح أن تتألف الحكومة من ١٦ وزيراً فقط، بالإضافة لفكرة تدوير الوزارات بين القوى التي يطرحها أديب، لكن يرفضها بري لتمسكه بوزارة المالية.

جبران باسيل ومعه نبيه بري في موقف صعب أمام الفرنسيين.. انترنت

تهديد بالعقوبات

وأكدت المصادر أن إيمييه شدد على المسؤولين الذين التقاهم في بيروت على أن تشبث القوى السياسية بشروطها وفرضها على أديب الحصول على وزارات مقابل تسهيل مهمته سيضطر باريس لرفع يدها عن لبنان وسحب خارطتها والالتحاق بواشنطن في سياسة فرض العقوبات على المسؤولين في اللبنانيين.

وكشفت المصادر أن جبران باسيل حاول شرح موقفه للمسؤول الفرنسي، وقال له إن الرئيس المكلف يرفض مقابلته، وإن التواصل معه يتم عبر حزب الله وحركة أمل، وإن باسيل يعتبر هذا السلوك نتيجة الضغط الذي يمارسه الرئيسان نجيب ميقاتي وسعد الحريري على أديب لتجاهله.

كما اتهم باسيل أديب بأنه يريد تسمية الوزراء المسيحيين من دون التنسيق مع أي طرف مسيحي، وأن هذا يضرب مواثيق السياسة في لبنان.

فيما حاول الرئيس نبيه بري إقناع إيمييه خلال لقائهما بأن العقوبات الأمريكية تهدف لضرب المبادرة الفرنسية وما تفعله باريس لإنهاء الأزمة، بينما كان رد إيمييه واضحاً،  بأنه لا سماح لتعطيل الحكومة، وأن التشكيل الجديد لابد أن يُنجز.

كما أوضح إيمييه أن نقاش موضوع العقبات يكون بين الرئيسين ماكرون وترامب وأن القوى السياسية عليها العمل لإعادة ثقة المجتمع الدولي بالتخلي عن مصالحها أثناء عملية تأليف الحكومة المنتظرة.

ماكرون وترامب اتفقا على إقرار عقوبات بحق المسؤولين اللبنانيين المتسببين في تعطيل تشكيل الحكومة/ رويترز

لقاء بسفيري مصر والإمارات

كما أكدت المصادر أن زيارة مدير المخابرات الفرنسية الخارجية برنار إيمييه لبيروت شملت لقاءً مع سفيري مصر والإمارات في بيروت، وذلك للتنسيق حول ملفات مرتبطة بالصراع بالمتوسط وتأثيراته على لبنان في ظل الخلاف التركي الفرنسي.

وقالت المصادر إن إيمييه أكد للسفراء ضرورة التنبه للدور التركي المتنامي في لبنان والذي يهدف بنقل الصراع الليبي لمحطات متعددة لدول مطلة على المتوسط، وشدد برنار إيمييه على أنه على مصر والإمارات المساهمة في دعم الحكومة التي سيشكّلها مصطفى أديب عبر حث السعودية وغيرها على المشاركة في مؤتمر الدعم الخاص بلبنان والمزمع عقده في باريس خلال الأسبوعين القادمين.

وخلال اللقاء شرح السفيران لإيمييه أن الاجتماع الذي عُقد على هامش أعمال الدورة 154 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، برئاسة الإمارات وبمشاركة مصر والسعودية والبحرين والأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه تم الاتفاق خلاله على عقد اجتماعات دورية.

وذلك من أجل تفعيل مقترح المملكة العربية السعودية العمل بصياغة استراتيجية عربية لمواجهة التدخلات التركية والإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والتصدي لها.

الخلاف التركي الفرنسي يفرض نفسه على أجندة ماكرون في لبنان / عربي بوست

عباس إبراهيم في باريس

داخلياً، كشفت مصادر سياسية لـ"عربي بوست" أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم توجّه صباح أمس إلى باريس موفداً من رئيس الجمهورية ميشال عون، في مهمة تتعلق بالمشاورات الجارية حول تشكيل الحكومة. إضافةً إلى استقراء الموقف الفرنسي من العقوبات الأمريكية في ظل عدم التعليق الرسمي من باريس على العقوبات، خاصة أن اتصالاً جرى بين ماكرون وترامب وتطرق بشكل مباشر للملف اللبناني

وقالت المصادر إن إبراهيم التقى بإيمانويل بون، مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، وسيلتقي أيضاً ببرنار إيمييه، رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية، الذي كان في لبنان حتى صباح اليوم.
وبحث إبراهيم مع بون مسألة مداورة الوزارات بين الأحزاب والقوى، الفكرة التي يتمسك بها الرئيس المكلف لإتمام مهمته، وبيان أن الفكرة كانت طرحاً فرنسياً أم لا.
وتقول المصادر إن إبراهيم سيسأل عن إمكانية تعديل الخارطة التي طرحها ماكرون لتشكيل الحكومة، في محاولة لحلّ أزمة تمسك حركة أمل ورئيس البرلمان نبيه بري بوزارة المالية.
كما سيناقش إبراهيم مع الفرنسيين إمكانية زيادة عدد الوزراء بالحكومة من 16 إلى 20 وزيراً، خصوصاً أن الرئيس المكلف مصطفى أديب يرفض هذا الطرح حتى الآن.
وبحسب المصادر، فإن بون كان واضحاً مع إبراهيم، وشدد على ضرورة تشكيل الحكومة سريعاً، وبعيداً عن صراع المحاصصة، وإلا فالعقوبات في طريقها إلى لبنان، وكلما تأخرت عملية تشكيل الحكومة ستعلن حزمة جديدة من العقوبات، الأمر الذي قد يضيف تعقيدات جديدة للمشهد.

تحميل المزيد