بعدما نجحت في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في بداية الوباء، تنوي إسرائيل الآن إعادة فرض الحجر جزئياً، بينما تواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتهامات بسوء إدارة الأزمة الصحية والاقتصادية التي تعصف بالدولة العبرية.
فيما تجاوز عدد الوفيات بالفيروس الألف بعد ارتفاعه بمقدار ثلاث مرات خلال الصيف الذي شهد أيضاً تظاهرات ضد إدارة نتنياهو للأزمة.
إدارة أزمة كورونا: ومع تجاوز عدد الوفيات الألف، تصدرت الأحد أسماء الذين توفوا بالفيروس الصفحة الأولى لصحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر مبيعاً، والتي كتبت في صفحاتها الداخلية عنواناً "فشل مخز لإدارة الأزمة منذ مايو 2020".
وفقاً لبيانات جمعتها وكالة فرانس برس في تقرير لها الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2020 ، تأتي إسرائيل في المرتبة الخامسة بين دول العالم التي تسجل أعلى معدلات إصابة بالمقارنة مع عدد السكان خلال الأسبوعين الماضيين، متقدمة بذلك على دول مثل البرازيل والولايات المتحدة.
كذلك سجلت الدولة العبرية التي يبلغ تعداد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة، الأربعاء أكثر من ثلاثة آلاف إصابة في يوم واحد، وهو رقم قياسي ينسف كل الإشادة التي حظيت بها إدارة إسرائيل للوباء خلال الأشهر الأولى من انتشاره.
إجراءات احترازية: كانت إسرائيل فرضت في أوائل مارس/آذار 2020 إجراءات احترازية صارمة لاحتواء الوباء، معلنة منع الحركة وتعليق الطيران وإغلاق الأعمال التي تقدم خدمات غير أساسية.
يذكر أنه في منتصف مايو/أيار 2020، بدأت الحكومة الإسرائيلية بتخفيف إجراءات الإغلاق عندما مر يومان لم تسجل فيهما إصابات جديدة.
فيما أعلنت الحكومة إعادة فتح المؤسسات التعليمية والمطاعم والمقاهي والحانات ودور العبادة، وسمحت بتنظيم حفلات الزفاف مع التقيد بتعليمات وزارة الصحة وأهمها وضع الكمامة.
لكن عدد الإصابات ارتفع حوالي خمسة أضعاف خلال يوليو/تموز، ليبلغ اليوم أكثر من 129 ألفاً. وينسب البعض هذا الارتفاع إلى السرعة في تخفيف القيود، بينما ألقى آخرون باللوم على عدم كفاءة النظام الصحي.
وفي ضوء ذلك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عزمها على إعادة فرض الإغلاق على عشرات المدن والأحياء، وخاصة أحياء اليهود المتشددين والأحياء العربية.
مناطق تحت السيطرة: في حين صنفت السلطات الإسرائيلية المناطق بحسب ألوان الإشارات الضوئية، بدءاً من اللون الأخضر الذي يرمز إلى المنطقة التي يكون فيها المرض تحت السيطرة. وخصصت الألوان الأصفر والبرتقالي والأحمر للمناطق حسب خطورتها تدريجياً.
في حين ستعلن الحكومة عن قائمة "المدن الحمراء" التي سيتم إغلاقها اعتباراً من الإثنين، بالإضافة إلى إغلاق المدارس والمؤسسات غير الأساسية.
من ناحية أخرى سينشر الجيش الإسرائيلي سبعة آلاف جندي احتياطي لتعزيز قوات الشرطة في المدن "الحمراء".
لكن يعارض عدد من الوزراء في حكومة نتنياهو الإغلاق الكامل، إذ يخشون التداعيات الاقتصادية لذلك.
من جهتها سوف توجه للحكومة انتقادات لعدم فرضها قيوداً في أماكن تواجد المتشددين الذين يبدون معارضة لإغلاق أماكن العبادة خاصة مع قرب إحياء رأس السنة اليهودية ويوم الغفران.