تواصل تركيا البحث عن موردي أسلحة دفاع جوي، محذرةً حلفاءها التقليديين في الغرب من أنها لن تتوانى عن الاعتماد على أسواق جديدة، إذا ما فشلوا في تزويدها بما تحتاج إليه لحماية حدودها، حسب ما أفادت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقريرها الجمعة 4 سبتمبر/أيلول 2020.
وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أكد ذلك، الخميس 3 سبتمبر/آب، حينما قال إنَّ جيش بلاده بحاجة إلى تحديثات أعلى بكثير من نطاق المبيعات الحالية من أنظمة صواريخ "إس-400" المتقدمة من روسيا.
أضاف تشاويش أوغلو مخاطباً الدول الغربية: "إذا لم تريدوا أن نشتريها من مكان آخر، عليكم بيعها لنا، لكن إذا لم تفعلوا، فسنواصل الشراء من آخرين، هذا يشمل اليوم صواريخ إس-400، بينما قد يكون هناك غداً أسلحة أخرى".
تعد هذه التعليقات هي الأكثر صراحةً التي أدلت بها أنقرة حتى الآن بشأن نيتها تطوير قدراتها الدفاعية الجوية تطويراً كبيراً، حتى على حساب المزيد من تأجيج العلاقات مع شركائها في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي حين أنَّ هناك بالفعل اتفاقاً مبدئياً مع روسيا لشراء بطارية "إس 400" ثانية ستعملان على إنتاجها معاً، أشار الوزير إلى أنَّ تركيا لن تتوقف عند هذا الحد.
حيث أضاف الوزير: "نحتاج إلى أكثر من بطاريتين. ربما ثلاث أو حتى خمس إلى أن نتمكن من إنتاجها بأنفسنا"، مشيراً إلى التهديدات المحتملة التي تواجهها تركيا في المنطقة المضطربة.
بديل باتريوت: يذكر أن تركيا خاضت جدلاً مع الولايات المتحدة بشأن نظام صواريخ باتريوت لسنوات، مع عدم استعداد واشنطن التنازل عن مطالب نقل التكنولوجيا الخاصة بها.
وقد أدى قرار شراء صواريخ "إس-400" الروسية إلى تأجيج العلاقة مع واشنطن التي توترت بسبب قضايا أخرى، وانتهى الأمر بإدارة ترامب إلى تعليق حصول أنقرة على تحديث الطائرة المقاتلة المتقدمة من طراز "إف-35".
تقول الولايات المتحدة إنَّ الأنظمة الصاروخية الروسية يمكن أن تجمع بيانات حيوية عن عمليات الناتو، بما في ذلك مقاتلات الشبح "إف-35".
واقترحت الولايات المتحدة مؤخراً صواريخ باتريوت لتكون جزءاً من حل المأزق الذي يشمل تخلي تركيا عن صواريخ "إس 400". لكن رفضت أنقرة الاقتراح حتى الآن، مشيرة إلى أنَّ التهديد بفرض عقوبات أمريكية لن يغير رأيها بشأن قضية دفاعية مهمة.
وقال تشاويش أوغلو إنَّ الصواريخ الأمريكية الصنع لا تزال بديلاً لتركيا، لكن مثل هذه المشتريات لا يمكن "فرضها" على أنقرة.
ولم تُفعِّل تركيا حتى حدود اللحظة صواريخ "إس 400" التي تسلّمتها العام الماضي، ما دفع بعض المراقبين إلى الاستنتاج أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد تجنب إيقاع تركيا في السياسات الجامحة لمعركة ترامب الانتخابية على أمل الوصول لحل لاحقاً.