كشف العقيد طيار سعيد الفارسي لـ"عربي بوست" أن "الضابط المتقاعد خليفة حفتر يتجهز في الأيام القليلة القادمة لإعادة الهجوم على طرابلس، وفق خطة عسكرية جديدة، تبدأ بفتح جبهات في مدن ومناطق خارج طرابلس بالتزامن مع الهجوم".
وأكد الفارسي لـ"عربي بوست" أنه حصل على معلومات أخرى من داخل غرفة العمليات العسكرية التابعة لحفتر تكشف أن خليفة حفتر ينوي الهجوم على مدينة مصراتة أيضاً، ويستهدف محاصرتها بفتح جبهات قتالية جديدة أولها في منطقة "بير الدوفان" بمنطقة بني وليد.
وأضاف: "اللواء التاسع بقيادة محمد الكاني سيكون مسؤولاً عن هذا المحور، وسيكون مدعوماً بمرتزقة فاغنر الروسية ومرتزقة حركة تحرير السودان من أجل استعادة ترهونة".
وكشف الفارسي أن فرق المرتزقة سينفذون هجوماً على غريان وجنوب مصراتة لاستعادتها، بالتزامن مع هجوم مسلحين تابعين لحفتر من مناطق الزنتان والرجبان والعربان على طرابلس.
وأكد أن خليفة حفتر استطاع الفترة الماضية تكوين خلايا مسلحة داخل مدينة طرابلس لمساندة القوات المهاجمة بعد اقترابها.
معركة تكسير عظام
وأضاف الفارسي أن هجوم خليفة حفتر هذه المرة سيكون معركة تكسير عظام، وأن الهجوم سيكون بمرتزقة مدعومين بطيران الميغ 29 في جبهات القتال بمصراتة وغريان لسحب مقاتليهم من طرابلس.
مؤكداً أن خليفة حفتر ينوي محاصرة مصراتة إلى أن يدخل طرابلس لتقليل الخسائر.
ودعا الفارسي حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، لدعم ضباط وضباط صف وثوار المنطقة الشرقية المهجرين وغرفة عمليات المنطقة الشرقية بقيادة اللواء عبدالسلام جاد الله لما لها من أهمية في تحرير المنطقة الشرقية وإرجاع المنطقة لشرعية الدولة وكسر شوكة الانقلابيين.
مشيراً إلى أن ضباط وضباط صف المنطقة الشرقية المدافعين عن تحت رئاسة الأركان بحكومة الوفاق لم يحصلوا على ترقيات عسكرية جديدة أسوةً بمن تمت ترقيتهم في الفترة الماضية ما جعلهم يشعرون بالإقصاء.
تحركات حفتر في هون وسرت
وكشف المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد طيار محمد قنونو لـ"عربي بوست" أن وحدة المخابرة وتحليل المعلومات التابعة لقيادة العمليات رصدت أرتالاً مسلحة وصلت من الشرق إلى هون وجمعت في ثلاث مدارس.
مضيفاً أن الأرتال المسلحة خليط من مرتزقة الجنجويد وعصابات فاغنر وسوريين ويمنيين على متن 112 آلية مسلحة مع سيارات الذخيرة والدعم اللوجستي، وهم من المساندين لميليشيات حفتر.
وأشار قنونو إلى أن ميليشيات حفتر تجمع مئات المرتزقة من تشاد والجنجويد في معسكر تدريب في "زلة"، وأقامت نقاط تفتيش من شرق سرت حتى الجفرة ومنها حتى جنوب سبها، مؤكداً رصدهم وصول 70 آلية مسلحة وشاحنات ذخيرة لمرتزقة الجنجويد إلى سرت خلال الساعات الأخيرة.
إغلاق منطقة الأربعين
فيما أكد المتحدث باسم غرفة عمليات تحرير سرت والجفرة العقيد عبدالهادي دراه، إغلاق منطقة الأربعين شرق سرت من قبل ميليشيات حفتر ومنع دخول السيارات والأفراد القادمين من المنطقة الشرقية ومن مناطق الحنيوة سلطان والعامرة وهراوة وبن جواد.
وكانت غرفة عمليات سرت الجفرة قدر رصدت هبوط طائرة شحن عسكرية من نوع "إنتونوف" تابعة لميليشيات حفتر في قاعدة القرضابية بسرت يوم الأحد الماضي.
فيما تواصل ميليشيات حفتر التحشيد العسكري عبر قاعدتي القرضابية والجفرة الجويتين رغم إعلان وقف إطلاق النار.
ويرى المحلل السياسي عمر التهامي أن التحركات والاجتماعات العسكرية التي يقوم بها خليفة حفتر في مناطق سرت والجفرة وبنغازي هي لتحريك المياه الراكدة في المناطق التي يسيطر عليها والتي بدأت تشهد تململ وانشقاقات.
مؤكداً أن حفتر لم يعد أمامه سوى صناعة حدث في المنطقة الشرقية، خاصة مع بداية تمرّد بعض أتباعه ووقوع انشقاقات في صفوفه، لذا هو يسوق للهجوم على طرابلس بخطة عسكرية جديدة لكبح جماح المتربصين ومن برزوا مؤخراً على الساحة من قيادات النظام السابق الداعمين له.