أعلنت المملكة العربية السعودية، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 2020، أنها ستسمح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى الإمارات والمغادرة منها، بما في ذلك المتعلقة بإسرائيل، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الطائرات الإسرائيلية ستمر عبر أجواء السعودية.
موافقة رسمية: وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلت عن مصدر وصفته بـ"المسؤول" في الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة، قوله إنه "صدرت موافقة الهيئة على الطلب الوارد من الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمتضمن الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول".
يُعد القرار السعودي موافقة رسمية على عبور الطائرات الإسرائيلية، إذ إن أجواء المملكة دائماً ما كانت مفتوحة أمام الطيران الإماراتي والرحلات القادمة إلى الإمارات.
وكالة رويترز قالت إن القرار السعودي يأتي قبل إطلاق متوقع للرحلات الجوية بين إسرائيل والإمارات، وذلك عقب اتفاق الجانبين على البدء بتطبيع العلاقات بينهما.
كما أن هذا القرار السعودي يأتي بعد يوم من وصول جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المملكة ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنهما "بحثا آفاق عملية السلام في المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم".
وبالفعل حلقت طائرة إسرائيلية مستأجرة لنقل وفدين أمريكي وإسرائيلي من تل أبيب إلى أبوظبي فوق الأجواء السعودية يوم الإثنين 31 أغسطس/آب 2020، وغادرت الطائرة مطار بن غوريون في تل أبيب واتجهت نحو الإمارات مرورواً بالأجواء السعودية.
العبور من أجواء المملكة: في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، عقب القرار السعودي، إن "الطائرات الإسرائيلية سيُسمح لها بالتحليق مباشرة إلى دولة الإمارات"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
كان نتنياهو قد قال في تصريح للقناة 12 الإسرائيلية، في منتصف أغسطس/آب 2020، "إنني أزف لكم بشرى أننا نعمل حالياً على تنظيم رحلات جوية مباشرة، ستربط (المدينة الإسرائيلية) تل أبيب، بدبي وبأبوظبي، وتمر في طريقها عبر الأجواء السعودية".
نتنياهو أشار إلى أن الرحلات "ستكون قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى 3 ساعات تقريباً، مثل الرحلة إلى روما مثلاً، لكنها ستغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي، من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي بكلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات".
يُشار إلى أن كوشنر الذي يُعد وسيطاً في صفقة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، قد توقّع اتفاقات تطبيع مماثلة بين إسرائيل ودول خليجية، وقال في تصريحات لمجلة نيوزويك الأمريكية إن "اتفاقاً مماثلاً بين إسرائيل ودول الخليج بما فيها السعودية هو أمر حتمي"، وأضاف أن السؤال يبقى هو الإطار الزمني للقيام بذلك.
كان اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي قد قوبل برفض فلسطينيي واسع، ووصف الفلسطينيون تحرك أبوظبي بأنه طعنة في ظهرهم.
