توقع وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، الأحد 16 أغسطس/آب 2020، أن تحذو البحرين وسلطنة عُمان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
كوهين قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "في أعقاب هذه الاتفاقية (مع الإمارات) سيتم توقيع اتفاقيات أخرى مع المزيد من دول الخليج والدول الإسلامية في إفريقيا".
أضاف كوهين: "أعتقد أن البحرين وسلطنة عُمان على جدول الأعمال بالتأكيد. بالإضافة إلى ذلك، فهناك في تقديري فرصة بالفعل في العام المقبل لاتفاق سلام مع دول أخرى في إفريقيا وعلى رأسها السودان".
إسرائيل والإمارات كانتا أعلنتا الخميس الماضي أنهما ستطبّعان العلاقات الدبلوماسية، في خطوة ستعيد تشكيل السياسات في الشرق الأوسط من القضية الفلسطينية إلى الصراع ضد إيران.
وأشادت كل من البحرين وسلطنة عُمان بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، على الرغم من أنهما لم تعلقا على آفاق تطبيع علاقاتهما معها ولم ترد أي منهما على طلبات للتعليق على هذا الأمر.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد التقى بزعماء من السودان وعمان خلال العامين الماضيين، وشمل ذلك زيارة قام بها لسلطنة عُمان في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.
نتنياهو قال لحكومته، الأحد، وفقاً لبيان أصدره مكتبه "أتوقع انضمام المزيد من الدول إلينا في دائرة السلام، هذا تغير تاريخي يعزز السلام مع العالم العربي، وسيقود في نهاية الأمر إلى سلام حقيقي وقوي ومأمون مع الفلسطينيين".
خيانة وطعنة بالظهر: وندّد الفلسطينيون بالاتفاق بوصفه خيانة، كما عارضت أحزاب ومنظمات عربية وإسلامية هذه الخطوة.
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، دعا الخميس 13 أغسطس/آب 2020، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إلى الاستقالة إن لم يستطع إصدار بيان يستنكر اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.
عريقات في حديثه لتلفزيون فلسطين (رسمي)، عقب إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها رسمياً مع إسرائيل قال: "على أبوالغيط إصدار بيان يستنكر تطبيع الإمارات مع إسرائيل، وإذا لم يستطع فعليه أن يقدم استقالته".
كما اعتبر عريقات الخطوة الإماراتية "طعنةً كبرى في ظهر الشعب الفلسطيني، نحن من يقرر مصير هذه الأرض ونحن الحقيقة الوحيدة عليها".
ووصف البيان المشترك للدول الثلاث بأنه "بيان انضمام للحركة الصهيونية، وهو فكر صهيوني بحت، فلسطين والقدس لن تكونا قرباناً يقدَّم في معابد اللؤم والتمحور السياسي خارج المنطقة، فلسطين والقدس أهم من كل عواصم العرب والمسلمين والعالم".
اتصال معلن بين وزيرين: وأجرى وزيرا خارجية الإمارات وإسرائيل أول اتصال هاتفي معلن بينهما الأحد، بعد أن فتحت الدولة الخليجية خطوط الهاتف مع إسرائيل.
ووقعت إسرائيل اتفاقية سلام مع مصر عام 1979 ومع الأردن عام 1994. ولم تكن الإمارات ومعظم الدول العربية الأخرى تقيم علاقات دبلوماسية أو اقتصادية رسمية معها.
وتحافظ سلطنة عُمان على علاقات ودية مع كل من الولايات المتحدة وإيران وقامت من قبل بالوساطة بينهما.
واستضافت البحرين، الحليف الوثيق للسعودية، مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً خلال مؤتمر للأمن عام 2019، كما استضافت مؤتمراً بقيادة الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد الفلسطيني في إطار مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة "القبس" عن مصادر حكومية في الكويت قولها إن موقف البلاد تجاه إسرائيل لن يتغير، وإنها ستكون آخر دولة تطبع العلاقات معها.
تناقض: وبعد أن أعلنت الإمارات وإسرائيل أنهما توصلتا إلى اتفاق وصفتاه بـ"التاريخي"؛ قام مستخدمو تويتر بنشر تغريدة قديمة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قال فيها قبل سنوات إن بلاده ملتزمة كل الالتزام بالقضية الفلسطينية ولن تسلك طريق التطبيع، ليقوموا بمقارنتها مع تغريداته الجديدة حول تطبيع أبوظبي العلاقات مع إسرائيل والذي وصفه قرقاش بالقرار الشجاع.
إذ قال أنور قرقاش عن اتفاقية السلام" بين الإمارات وإسرائيل: "الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة بالعلاقات الاعتيادية (تطبيع العلاقات) مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين".
تغريدة أخرى أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشرها وزير الخارجية في دولة الإمارات محمد بن زايد صور لأطفال فلسطينيين بعد قصف إسرائيلي علق عليها قائلاً: "إسرائيل تقتل الأطفال".
لتتلقى التغريدة القديمة وابلاً من التعليقات التي راح المستخدمون يتساءلون بها عن موقفه الآن من التطبيع مع تل أبيب.
المستخدم الفلسطيني محمد المدهون قال معلقاً على التغريدة: "متمسك بهذا الموقف يا عبدالله بن زايد، ولا العيال كبرت وتغيرت؟!".
فيما قال المستخدم عاصم الصلاحي: "الإمارات مشاركة الآن بقتل أطفال فلسطين".