وصف ملك البحرين، حمد بن عيسى، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بأنه "إنجاز تاريخي"، وذلك في وقت توقّع فيه مسؤول إسرائيل أن تُبرم المنامة اتفاقاً مماثلاً مع تل أبيب في المستقبل القريب، وأن تصبح الدولة الخليجية الثانية التي تُطبع علاقاتها مع إسرائيل.
إشادة بالتطبيع: وكالة الأنباء البحرينية الرسمية "بنا"، قالت إن الملك هنّأ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، وذلك من خلال اتصال هاتفي جرى بينهما.
الوكالة ذكرت أيضاً أن بن عيسى "هنأ بن زايد على الإنجاز المتمثل في الخطوة التاريخية للسلام التي اتخذتها الإمارات مع إسرائيل"، بحسب وصفه، كما اعتبر الملك أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي "سيدفع جهود السلام ويفتح الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، بما يخدم تطلعات شعوبها"، وفق تعبيره.
كذلك نقلت الوكالة عن الملك، أن الأخير أشاد بالاتفاق الذي تم بموجبه "إيقاف" قرار إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية.
بدوره، أعرب ولي عهد أبوظبي خلال الاتصال ذاته، عن اعتزازه بالتوافق مع البحرين تجاه قضايا المنطقة.
تطبيع بحريني مُحتمل: جاءت إشادة الملك البحريني بالتطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بعدما نقلت قناة "كان" العبرية (الرسمية)، عن مسؤول إسرائيلي قوله، الخميس 13 أغسطس/آب 2020، إنه "من المتوقع أن توقِّع دولة البحرين اتفاقية سلام مع إسرائيل، في المستقبل القريب، وذلك عقب الإعلان عن اتفاقية السلام بين تل أبيب وأبوظبي".
المسؤول الذي لم تكشف القناة عن اسمه، قال إنه "من المتوقع أنّ تكون البحرين الدولة التالية، التي ستقيم علاقات رسمية مع إسرائيل"، دون أن يحدد زمناً للتوقيع.
فيما لم يذكر المسؤول الإسرائيلي أي تفاصيل عن الجهود أو المساعي لتوقيع اتفاقية سلام بين المنامة وتل أبيب، كما لم تصدر أي بيانات رسمية من الدولتين بهذا الخصوص.
كانت البحرين في وقت سابق، قد أظهرت مؤشرات على علاقات بينها وبين إسرائيل، إذ قال وزير خارجية البلاد، خالد بن أحمد آل خليفة، في يونيو/حزيران 2016، إن "بلاده تريد السلام مع تل أبيب".
آل خليفة أضاف حينها في تصريحات لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن البحرين تؤكد اعترافها بـ"بحق إسرائيل في الوجود"، وأضاف أن "إسرائيل دولة في المنطقة، وهي باقية، طبعاً"، وفق تعبيره.
ردود أفعال على التطبيع: وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الخميس الماضي عن توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي".
وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، برَّر قرار بلاده التطبيع مع إسرائيل بأنه جاء لـ"الحفاظ على فرص حل الدولتين"، عبر "تجميد" إسرائيل مخطط ضم أراض فلسطينية بالضفة.
فلسطينياً، قوبل الاتفاق بتنديد واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، إذ أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفضه التام للتطبيع، معبراً عن استنكاره لقرار أبوظبي، كما أكدت فلسطين استدعاء سفيرها لدى أبوظبي.
في المقابل، خرقت كل من مصر والبحرين وسلطنة عمان الصمت العربي حيال الاتفاق، إذ هنأت القاهرة والمنامة ومسقط، في بيانات رسمية، أبوظبي على الخطوة، فيما لم يُظهر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي موقفاً واضحاً من الاتفاق، إلا أنه قال، عبر بيان، إن أثره سيكون مرتبطاً بما ستقوم به إسرائيل لاحقاً.