اندلعت مواجهات في مدينة طرابلس شمال لبنان، ليل الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، بين متظاهرين غاضبين من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعناصر من الجيش، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح.
جاء تظاهر المئات في مدينة طرابلس على الرّغم من تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
مواجهات كر وفر: شهدت الاحتجاجات مشاركة جمع من الرجال والنساء والأطفال في مسيرة جابت شوارع المدينة هاتفين "ثورة، ثورة"، وحاول المتظاهرون الوصول إلى منزل أحد النواب لكن الجيش منعهم، ما أدّى إلى حصول مواجهات.
كذلك وقعت عمليات كرّ وفرّ في الشوارع المحيطة بـ"ساحة النور"، بعد أن أحرق بعض المحتجين آلية للجيش، ممّا دفع عناصره إلى إطلاق النار في الهواء وقنابل غاز مسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجين، وفقاً لوكالة الأناضول، التي أشارت إلى إصابة 10 أشخاص.
من جانبه قال الجيش اللبناني، في أوّل تعليق على الأحداث، إنه "أثناء تحرك احتجاجي في ساحة عبدالحميد كرامي بمدينة طرابلس، أقدم عدد من المندسين على القيام بأعمال شغب والتعرض للممتلكات العامة والخاصة، وإحراق عدد من الفروع المصرفية"، بحسب تعبيره.
أضاف أنهم تعرضوا أيضاً "لوحدات الجيش المنتشرة، بحيث استُهدفت آلية عسكرية بزجاجة حارقة (مولوتوف)، واستُهدفت دورية أخرى (…) ما تسبب بإصابة عسكرييْن بجروح طفيفة"، ودعا الجيش "المتظاهرين السلميين إلى المسارعة في الخروج من الشوارع وإخلاء الساحات".
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله إنه جرى تحطيم واجهات عدة بنوك وإضرام النار في بنك واحد على الأقل، وهو ما أظهرته مقاطع فيديو نشرها مغردون على موقع تويتر.
أما جمعية مصارف لبنان فأعلنت إغلاق جميع البنوك في طرابلس اعتباراً من الثلاثاء 28 أبريل/نيسان إلى حين استعادة الأمن، قائلة إن "البنوك استهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرين".
غضب متزايد: يشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.
على الرّغم من أنّ التدهور يطال كافة مناطق البلاد، فإنّ طرابلس هي واحدة من أكثر المناطق تضرراً، إذ يعيش أكثر من نصف سكانها في الفقر أو تحت خط الفقر، وفقاً للوكالة الفرنسية.
إلى جانب طرابلس، شهدت العاصمة بيروت ومدينة صيدا (جنوب) احتجاجات، مساء الإثنين 27 أبريل/نيسان 2020، على تردي الأوضاع المعيشية.
يُذكر أنه في ليل السبت الفائت ألقى مجهولون قنبلة على فرع أحد المصارف الكبرى في صيدا، في هجوم أتى غداة إعلان رئيس الحكومة حسّان دياب أنّ 5,7 مليار دولار خرجت من المصارف خلال أول شهرين من العام الحالي، رغم القيود المشدّدة على سحب مبالغ بالدولار أو تحويلها إلى الخارج.