تُوفيت السبت 28 مارس/آذار 2020، المناضلة الأردنية المسيحية تيريزا هلسة عن عمر يناهز 66 عاماً، وذلك في العاصمة الأردنية عمَّان، بعد صراع مع المرض. وتُعد هلسة أيقونة للنضال والفداء ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي المرأة التي كادت يوماً ما، أن تقتل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
تفاصيل أكثر: رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، نعى الراحلة، في بيان صدر عن مكتبه بالعاصمة عمّان، وقال إن "المناضلة الراحلة ورئيسة رابطة شؤون جرحى الثورة الفلسطينية، بدأت نضالها المتفاني منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وهي تحمل فلسطين في قلبها".
أشار الزعنون إلى أنه بعد "تحرُّر هلسة من سجون الاحتلال، واصلت عطاءها المخلص في خدمة الجرحى والأسرى الأبطال، دون كلل أو ملل، حتى وافتها المنية".
من جانبه، نعى سلمان حلمي هلسة، والدته وكتب في منشور على فيسبوك: "أمي، المَلاك الجميل. فارقتنا أمي صباح اليوم، بعد حياة كان عنوانها المحبة والعطاء، فارقتنا بعد صراع مع مرض سرطان الرئة في مراحله المتقدمة (…)".

عودة إلى الوراء: وُلدت هلسة عام 1954، بالبلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة أردنية مسيحية، وهي الثالثة بين أخواتها. قدِم والدها إلى فلسطين عام 1946 من مدينة الكرك.
قررت هلسة أن تنضم إلى الكفاح المسلح في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن شهدت في عكا عام 1970، واقعة القبض بعرض البحر على ما عُرف لاحقاً بـ"مجموعة عكا"، حيث قُتل أحد أعضائها من أبناء عكا، وعند تشييعه منعت القوات الإسرائيلية عائلته من رؤية جثته قبل الدفن؛ لمنع كشف التعذيب الذي تعرَّض له، حيث روت هلسة لاحقاً أن هذه الحادثة مثَّلت نقطة مفصلية في قرارها.
انضمت هلسة إلى حركة فتح، وشاركت في اختطاف طائرة سابينا البلجيكية إلى مطار اللد بإسرائيل عام 1972، والتي خطط لها علي حسن سلامة، وكان الهدف من وراء هذه العملية مبادلة الرهائن بأسرى أردنيين وفلسطينيين.
في أثناء الهجوم، قامت فرقة مختصة من القوات الإسرائيلية باقتحام الطائرة متخفِّين بهيئة الصليب الأحمر الدولي، وكان من بينهم بنيامين نتنياهو الذي باغتته هلسة وأصابته برصاصة بالكتف.
في تصريح سابق لها مع صحيفة "المدينة" السعودية، روت هلسة تفاصيل إصابتها المباشرة لنتنياهو برصاصها، معتبرة أن تحرُّكه السريع منع استقرار الرصاصة في قلبه لتصيبه في يده اليسرى، مشيرة إلى أن وجوده مع إيهود باراك في قيادة اقتحام الطائرة البلجيكية منع حدوث تحولات مهمة في طريقة التعامل مع إسرائيل.
بعد اعتقالها، قُدمت هلسة للمحاكمة في إسرائيل، وحُكم عليها بالسجن المؤبد مرتين و40 عاماً، قضت منها 10 سنوات في السجن، إلى أن انتهت بالنفي بعد الإفراج عنها في صفقة تبادل عام 1983.
بعد نفيها، مُنعت هلسة من دخول الأراضي الفلسطينية، وعاشت بالعاصمة عمّان، رفقة زوجها وأولادها الثلاثة، إلى أن وافتها المنية.