The Guardian: اتهام للسعودية بقرصنة هاتف معارض لها في لندن باستخدام برمجية خبيثة

اتُّهمت السعودية بإطلاق عملية قرصنة متطورة، ضدَّ المعارض السعودي البارز المقيم في لندن، غانم المصارير، الذي يُفترض أنه يعيش تحت حماية الشرطة البريطانية.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/29 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/29 الساعة 14:18 بتوقيت غرينتش
المعارض السعودي غانم المصارير (الدوسري) خلال مقابلة له على محطة BBC

اتُّهمت السعودية بإطلاق عملية قرصنة متطورة، ضدَّ المعارض السعودي البارز المقيم في لندن، غانم المصارير، الذي يُفترض أنه يعيش تحت حماية الشرطة البريطانية.

جاء ذلك بحسب ما ورد في رسالة ادعاء، وصلت إلى السفارة السعودية في لندن، وأُرسلت بالنيابة عن الممثل والمعلق السعودي الساخر غانم المصارير، حيث تزعم الرسالة أن المملكة استهدفت المصارير ببرمجية خبيثة طوَّرتها مجموعة NSO، وهي شركة إسرائيلية مختصة بالمراقبة، وثار حولها الكثير من الجدل.

البرمجية من شركة إسرائيلية

وقالت صحيفة  The Guardian البريطانية، أمس الثلاثاء 28 مايو/أيار 2019، إن البرمجية التي طوَّرتها شركة NSO تدعى Pegasus، ويُزعم أنها استُخدمت من قبل السعودية وحكوماتٍ أخرى، لاستهداف الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان والناشطين السياسيين.

وقد كشف تقريرٌ نُشر سابقاً هذا الشهر، أنَّ هذه البرمجية استفادت من ثغرة أمنية في تطبيق "واتساب"، لمحاولة الوصول إلى هاتف محامٍ بريطاني مشاركٍ في قضية مدنيةٍ مرفوعة ضد مجموعة NSO.

وبحسب الرسالة فإن المصارير تلقَّى رسائل نصية مشبوهة، في شهر يونيو/حزيران، من عام 2018، وقام خبراء مستقلون بتتبع هذه الرسائل التي اتَّضح أنها مرسلةٌ من مشغِّل Pegasus، الذي كان "مركِّزاً على السعودية"، كما كانت الرسائل مرتبطةً بهجومٍ مستقل مماثل على معارضٍ سعودي آخر.

وتزعم رسالة الادعاء أن مؤشراتٍ محددة على هاتفيّ الآيفون اللذين يستخدمهما المصارير، بالإضافة إلى حقيقة أنه ضغط على روابط إنترنت أُرسلت إليه في رسائل نصية، والتقارير الواسعة الانتشار حول استخدام السعودية لبرمجية Pegasus الخبيثة، كلها قادت إلى "الاستنتاج الحتمي" بأن المملكة هي المسؤولة عن إرسال هذه الرسائل النصية إلى المصارير، وهي المسؤولة عن الخلل الذي أصاب جهازيه.

اختراق للهاتف المحمول

وذكرت الرسالة أن "كميةً كبيرة من المعلومات الخاصة بالمصارير كانت مخزنة وتمت مشاركتها عبر أجهزة الآيفون الخاصة به، بما في ذلك معلوماتٌ متعلقة بحياته الشخصية، وعائلته، وعلاقاته، وصحته، وأوضاعه المالية، ومسائل خاصة متعلقة بعمله في تحفيز حقوق الإنسان في السعودية"، وفقاً لما جاء في الصحيفة البريطانية.

كذلك تصف رسالة الادعاء مزاعم تخويف، بما في ذلك حملات على تويتر ضد المصارير تشجع على العنف، بالإضافة إلى محاولاتٍ متكرِّرة لإغرائه بالعودة إلى المملكة أو بالسفر خارج بريطانيا.

وذكر المصارير في رسالة الادّعاء أنه عانى من تضرر شخصي نتيجةً للحملة السعودية ضدّه، وتسعى الشركة القانونية التي تمثله، Leigh Day، إلى الحصول على تعويضٍ عن الأضرار غير المحددة، وعلى اعتذارٍ علني من السعودية، وعلى كشفٍ كاملٍ عن الأفراد الذين تصرّفوا بالنيابة عن الحكومة السعودية، وعلى استرجاع المعلومات المسروقة بالإضافة إلى تكاليف الدعوى.

وسيكون أمام السعودية ستة أسابيع للردّ على رسالة الادعاء، وبحسب ما قاله محامي المصارير فإن هذه المدة تمنح السعوديين الفرصة للوصول إلى تسوية، قبل أن تصل الادعاءات رسمياً إلى المحكمة.

وقال المصارير لصحيفة The Guardian: "نستخدم مساحة الحرية المتاحة في الغرب، في أوروبا وأمريكا، والسعوديون يريدون انتزاع هذه الحرية منا، بدفعي أنا وغيري إلى الشعور بأننا نعيش في سجن".

وتعتمد الادعاءات بشكل جزئي على تحليلاتٍ أجراها مختبر Citizen Lab في جامعة Toronto's Munk School، وهو مختبرٌ متخصص في أمن المعلومات، وقد قام بتتبع مجموعة NSO وبرمجية Pegasus عن قرب.

تحذيرات لمعارضين للسعودية

ولم تردّ السفارة السعودية في لندن، ولم يرد المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في واشنطن على طلبات الصحيفة البريطانية، بالتعليق على المزاعم المتضمنة في رسالة الادعاء.

وكانت مجموعة NSO قد دافعت عن عملها، وقالت المجموعة بعد الكشف عن استغلالها لنقطة ضعفٍ في تطبيق "واتساب" للوصول إلى أجهزة مستخدميه، إنها منحت الحكومات إذن استخدام تقنيتها لمحاربة "الجريمة والإرهاب"، ولكنها لم تحدد كيفية استخدام التقنية من قبل وكالات الحكومات التي حصلت على رخصة استخدام البرمجية.

وتأتي هذه المزاعم الجديدة بعد أن حذَّرت السلطات المحلية منتقدين آخرين للحكومة السعودية –أحدهم في النرويج والثاني في كندا- من تهديداتٍ غير محددة مصدرها السعودية.

وكانت السعودية قد واجهت تنديداً عالمياً إثر قتل الصحفي في صحيفة washingtonpost الأمريكية جمال خاشقجي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان خاشقجي معارضاً مقيماً في أمريكا، وقُتل وقُطِّعت جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. وتوصَّلت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بدرجةٍ عالية من الثقة أن عملية القتل تمت بأمرٍ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. كما أن سعود القحطاني، وهو شخصية مقربة من ولي العهد، يخضع لعقوباتٍ في أمريكا بسبب دوره في التخطيط للجريمة.

وتشير قضية المصارير، بالإضافة إلى التقارير التي ظهرت مؤخراً حول تهديداتٍ أخرى، إلى حملةٍ جديدةٍ تقودها الحكومة السعودية ضد منتقديها في الخارج.

الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول بتركيا – رويترز

تهديدات ضد المعارضين للمملكة

والمصارير الذي يعيش في لندن منذ عام 2003 معروفٌ بانتقاده اللاذع للعائلة المالكة السعودية، ولديه أكثر من 400 ألف متابع على تويتر.

ويقول المصارير إن قناته على يوتيوب، واسمها غانم شو، وحصلت على 23 مليون مشاهدة، تهدف إلى زيادة الوعي بسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وإلى السخرية من العائلة المالكة.

وأشارت صحيفة The Guardian إلى أنها لم تستطع التأكد بشكل مستقل من تصريحات المصارير، وقالت أيضاً إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي أن المصارير يخضع لحماية الشرطة، لكون الأخيرة لا تكشف الشؤون الأمنية.

وكان معارضٌ سعودي مقيم في كندا، واسمه عمر عبدالعزيز، قد رفع دعوى قانونية في إسرائيل تدعي أن برمجية شركة NSO استخدمت لاستهداف هاتفه في عام 2018، حين كان على تواصل منتظم مع خاشقجي.

وأخطر مسؤولون أمنيون محليون كنديون عبدالعزيز مؤخراً، أن ثمة تهديداً محتملاً ضده، حسب تقرير نشرته مجلة The Time، نقلاً عن أصدقائه وأشخاصٍ مرتبطين به.

وقالت مجموعة NSO، رداً على الدعوى القانونية في إسرائيل، أن منتجاتها رُخِّصت للحكومات لكي "تحارب الإرهاب والجريمة بشكلٍ قانوني"، وأنها لن تقبل "الاستخدام السيئ" لمنتجاتها.

وقد نقلت The Guardian في وقت سابق هذا الشهر، أن معارضاً آخر، واسمه إياد البغدادي، والذي حصل على اللجوء في النرويج، أُخطر مؤخراً بتهديدٍ غير محدد ضده، مصدره السعودية. وقامت السلطات النرويجية بنقل خبر التهديد الذي ورد بالأصل من الاستخبارات المركزية الأمريكية.

علامات:
تحميل المزيد